للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نصح هذا الراهب أبا طالب بألا يوغل بمحمد -صلى الله عليه وسلم- في بلاد الشام خوفًا عليه من أذى اليهود وشرهم إذا رأوا فيه تلك الأمارات التي تدل على أنه النبي المنتظر١.


١ ذكر هذه القصة ابن إسحاق بلا إسناد ١/ ١٩١ - ١٩٤ وعنده مزيد تفصيل.
وأوردها صاحب "الروض الأنف" ١/ ٢٠٥-٢٠٧ وعزاها كذلك للزهري في سيره والمسعودي.
وأخرج ابن سعد القصة ١/ ١٢٠-١٢١ بسند منقطع، ومن طريق الواقدي.
ومن هذا الوجه أخرج القصة أبو نعيم، كما في "دلائل النبوة" رقم ١٠٨ و"الخصائص" للسيوطي ١/ ٢١١، و"الإصابة" ١/ ١٧٩ لابن حجر.
وفي "المواهب اللدنية" ١/ ١٨٧ عزاه لابن أبي شيبة لكن في القصة اختلاف.
وفي "البداية" ٢/ ٢٨٤ ذكر قصة لقاء بحيرى وقال:
أخرج الحافظ الخرائطي عن عباس الدوري، عن قراد أبي نوح، حدثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه، قال خرج أبو طالب.. فذكر في الحديث أنه لقي بحيرى وقال له عن النبي -صلى الله عليه وسلم: هذا سيد العالمين.
وروى هذا الحديث الترمذي والبيهقي وابن عساكر والحاكم من هذا الوجه بزيادة تفصيل.
ورجال الحديث موثقون غير قراد:
قال ابن كثير: وثقه جماعة من الأئمة ولم أر من جرحه، وفي حديث هذا غرابة وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال الدوري: ليس في الدنيا أحد يحدث به غير قراد، وقد سمعه منه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين لغرابته وانفراده. قال ابن كثير:
فيه من الغرائب أنه من مرسلات الصحابة ... إلى آخر ما قال.
قلت: وذكر بحيرى الراهب في الصحابة عند ابن منده وأبي نعيم تقضي عندهما ثبوت الخبر ما داما لم يتعقبا الرواية بشيء.
وقال البيهقي: هذه القصة مشهورة عند أهل المغازي.
وقال ابن حجر في "الإصابة" ١/ ١٣٩ في القسم الأول في بحيرى الراهب غير هذا: ظن بعضهم أنه بحيرى الراهب الذي لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشام قبل البعثة مع أبي طالب وليس بصواب -إن صح الخبر.
ثم قال ١/ ١٧٦ في القسم الرابع: وردت هذه القصة بإسنادٍ رجاله ثقات من حديث أبي موسى، أخرجها الترمذي وغيره، وفي القصة لفظة منكرة..
ثم ذكر أن الحديث وقصة بحيرى أخرجها الحافظ عبد الغني من وجه تالف. قلت: سند حديث أبي موسى رجاله ثقات نعم، لكن لا يصح خشية أن يكون أبا إسحاق قد دلس فيه.

<<  <   >  >>