٢ هل كان ينتظر المؤلف أن يأتيه سند صحيح من لدن إبراهيم عليه السلام!. ومن يطلب الأسانيد عليه أن يحتج بها، لا أن يطعن بها بالواهيات والمزاعم. وإذا كان صح السند عن المعصوم بأنه كان أشد بياضًا من الثلج، فأي حاجة تبقى بعد لواحد من الناس أن يسأل عن صحة ذلك، ومن رآه!!. ٣ وهل كشفت في كل عصر من العصور عليه فعلمت أن سواده لم يزد. وهل ثمة لون من الألوان، لا سيما الأسود ليس له حد يقف عنده، حتى إذا تجاوزه صار إلى لون آخر. ٤ وغالب ما ذكر المؤلف ليس في الصحيحين، أفنشك به؟!. وصاحب الصحيح لم يدع أن ما ليس عندهما ليس بصحيح، بل نصًّا على وجود أحاديث كثيرة صحيحة ليست عندهما، وهو قول كل علماء الإسلام. ٥ وقد قدمنا الخلاف في حديث ابن عمرو، في الرواية الأولى، وأما الرواية الأخرى فقوية، وحديث ابن عباس حسن صحيح، كما نص الترمذي نفسه إن كان المؤلف يقنع بكلام الترمذي. ثم ليس كل حديث قال فيه الترمذي غريب يعني أنه مردود، وغاية مراد أهل الاصطلاح من قولهم "غريب" يعني أنه جاء من طريق واحدة. مع أن هذا الحديث جاء من أكثر من طريق، كما نجد ذلك في "سنن البيهقي الكبرى" ٥/ ٧٥ لوحدها.