للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا بد لنا إذن أن نتلمس السبيل إلى رواية أخرى لا يتطرق إليها مثل هذا الضعف والوهن١.

ولقد ذكر ابن الأثير في تاريخه٢: أن إبراهيم -عليه السلام- حينما أمره الله ببناء البيت الحرام قال لولده إسماعيل: لقد أمرك الله أن تعينني على بنائه، قال: إذن أفعل. فقام معه، فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ثم قال إبراهيم لإسماعيل: ائتني بحجر حسن أضعه على الركن ليكون للناس علمًا، فأخذ حجرًا من جبل أبي قبيس٣.


١ المظنونين.
٢ ص ١/ ٦٠-٦١ عند باب "ذكر عمارة البيت الحرام بمكة".
وكان ابن الأثير يقول:
وقال السدي -أحد التابعين: الذي دله على موضع البيت جبريل، فسار إبراهيم إلى مكة، فلما وصلها وجد إسماعيل يصلح نبلًا له وراء زمزم فقال له: يا إسماعيل إن الله قد أمرني أن أبني له بيتًا.
قال إسماعيل: فأطع ربك.
فقال إبراهيم: قد أمرك أن تعينني ...
وقد جاءت هذه الواقعة في "صحيح البخاري" ٣١٨٤ في آخر حديث ابن عباس الطويل في قصة إبراهيم من كتاب الأنبياء.
٣ الذي في تاريخ ابن الأثير هنا: "ليكون للناس علمًا، فناداه أبو قبيس: إن لك عندي وديعة. وقيل: بل جبريل أخره بالحجر الأسود، فأخذه ووضعه ... ".
وهذا رواية منقطعة أولًا.
ثم لا تنافي كون الحجر الأسود من الجنة، لأنه لا يمنع أن يكون نزل من الجنة قبل بناء الكعبة، وحل في جبل أبي قبيس، ثم أخذ وقت البناء.
ثم إنه فات المؤلف ما كان أورد ابن الأثير عن ابن عباس فيما مضى من نزول الحجر الأسود من الجنة مع آدم إلى الأرض، وأنه كان يومها أشد بياضًا من الثلج، ونزل معه كذلك غيره كعصا موسى مثلًا ١/ ٢٤ عند فصل "ذكر الموضع الذي أهبط فيه آدم وحواء إلى الأرض"..........=

<<  <   >  >>