للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا اليوم الخالد وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وألقى على المسلمين خطبته الجامعة والتي بين فيها أصول الدين وفروعه ومبادئه وآدابه، حيث قال١: "الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له ومن يضللل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ... أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته، وأستفتح بالذي هو خير.

أما بعد: أيها الناس، اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد. فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.

إن ربا الجاهلية موضوع ٢، وإن أول ربًا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإنت مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة ٣ والسقاية ٤.

والعمد قود ٥، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير. فمن زاد فهو من أهل الجاهلية.


١ جاءت خطبة الوداع في سائر المصادر التي قدمتها أول الفصل، وأما اللفظ الآتي عند المؤلف، فسائره صحيح إلا أشياء يسيرة جدًّا منه.
٢ أي: مهدور، ولا قيمة له.
٣ القيام بخدمة البيت.
٤ يعني: سقي الحجاج.
٥ أي: يقاد قاتل العمد إلى القتل، فيقتل إلا أن يعفو أهل المقتول.

<<  <   >  >>