للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيها سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم.

أيها الناس: إنما النسيء ١ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا ليواطئوا عدة ما حرم الله. وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات وواحد فرد، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي بين جمادى وشعبان، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.

أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقًّا، ولكم عليهن حق: ألا يوطئن فرشكم ٢ غيركم، ولا يدخلن أحدًا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة. فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تعضلوهن ٣ وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضربًا غير مبرح. فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما النساء عندكم عوان ٤، ولا يملكن لأنفسهن شيئًا: أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرًا، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.

أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة. ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعده، كتاب


١ يعني: التلاعب بالأشهر الحرم، وكانوا ربما فعلوا ذلك لمأرب لهم.
٢ كناية عن الزنا ومقدماته.
٣ أي: تحبسوهن وتضيقوا عليهن.
٤ أسيرات.

<<  <   >  >>