للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الغار فأصاب يده شيء, فجعل يمسح الدم من أصبعه ويقول:

هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت

"شرح" في جندب لغتان: ضم الدال وفتحها, وسفيان جده نسب إليه, وجندب هذا نزل الكوفة فيمن نزلها من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم صار إلى البصرة ثم خرج عنها, والعلقي منسوب إلى علق فخذ من بجيلة, خرجه في فضائله.

وعن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه؟ فقال: "يا أبا بكر, ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ " أخرجاه وأبو حاتم وغيرهم بطرق كثيرة, وفيه دلالة على ما تقدم من أن باب الغار كان من أعلاه.

وعن أبي مصعب المكي قال: أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وسمعتهم يتحدثون عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الغار, قال: فأمر الله -عز وجل- شجرة فنبتت في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار فأقبل فتيان من قريش, من كل بطن رجل, بعصيهم وهراواتهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدر أربعين ذراعًا فجاء رجل منهم لينظر في الغار, فرأى الحمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما لك لم تنظر في الغار؟ قال: رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أن ليس فيه أحد, فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ما قال, فعرف أن الله درأ بهما فدعا لهن النبي -صلى الله عليه وسلم- وشمت عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في الحرم, خرجه في فضائله.

"شرح" الهراوة: العصا الضخمة والجمع: الهراوَى بفتح الواو بزنة مطايا كما في الإداوة, وهروته بالهراوة وتهريته أي: ضربته بها, شمت عليهن

<<  <  ج: ص:  >  >>