ثلاثًا فأبى إلا تقديم أبي بكر" خرجه الحافظ السلفي في المشيخة البغدادية, وخرجه صاحب الفضائل ولفظه: "يا علي, نازلت الله فيك ثلاثًا فأبى أن يقدم إلا أبا بكر" وقال: غريب وهذا الحديث مع غرابته يعتضد بما تقدم من الأحاديث الصحيحة, فيستدل بها على صحته لشهادة الصحيح لمعناه.
ذكر ما روي عن عمر في هذا الباب:
عن عبد الله بن مسعود قال: كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر أبا بكر يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: كلنا لا تطيب نفسه ونستغفر الله. خرجه أبو عمر وخرج أحمد معناه وفي آخره: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ قالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر, وهذا مما يؤكد الاستدلال بإمامة الصلاة على الخلافة كما قررنا والله أعلم.
ذكر ما روي عن علي -رضي الله عنه- متضمنًا القول بصحة خلافة أبي بكر, متعلقًا في ذلك بسبب من النبي -صلى الله عليه وسلم:
عن الحسن قال: قال لي علي بن أبي طالب: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قدم أبا بكر في الصلاة, فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لديننا.
وعنه قال: قال علي: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر يصلي بالناس وقد رأى مكاني وما كنت غائبًا ولا مريضًا, ولو أراد أن يقدمني لقدمني, فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لديننا.
وعن قيس بن عبادة قال: قال لي علي بن أبي طالب: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرض ليالي وأيامًا ينادي بالصلاة فيقول: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"