للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} ١ إلى قوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ٢ خرجه الواحدي في أسباب النزول وأبو الفرج.

وفي رواية: فقال صلى الله عليه وسلم: "تزيد في القرآن يا عمر?" فنزل جبريل بها وقال: إنها تمام الآية، خرجها في الفضائل والسجاوندي في تفسيره، وقد روي ذلك٣ عن عبد الله بن أبي سرح كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما أملى كذلك قال: إن كان محمد يوحى إليه فأنا كذلك فارتد، وقد روي أنه راجع الإسلام واستعمله عمر، وسيأتي في مناقبه.

ومنها موافقته في قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} ٤ لكنه فيه حديث أنس المتقدم آنفًا، ومنها موافقته في قوله تعالى: {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} ٥ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- استشار عمر في أمر عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فقال: يا رسول الله من زوجكما? فقال: "الله تعالى" قال: أفتظن أن ربك دلس عليك فيها? {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} فأنزل الله ذلك على وفق ما قال عمر، فتحصلنا على تسع لفظات وكلها مشهورة غير الثلاث الأخر: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} , {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} , {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} روى ذلك عن رجل من الأنصار، ومنها موافقة معنوية عن علي أن عمر انطلق إلى اليهود فقال: إني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى هل تجدون وصف محمد في كتابكم? قالوا: نعم, قال: فما يمنعكم من اتباعه?! قالوا: إن الله لم يبعث رسولًا إلا كان له من الملائكة كفيل، وإن جبريل هو الذي يكفل محمدًا وهو الذي يأتيه, وهو عدونا من الملائكة وميكائيل سلمنا


١ سورة المؤمنون الآية: ١٢.
٢ سورة المؤمنون الآية ١٤.
٣ اشتهر نطق عبد الله بن أبي سرح بالقول الكريم: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} قبل إملائه.
٤ سورة التحريم الآية: ٥.
٥ سورة النور الآية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>