للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو كان هو الذي يأتيه اتبعناه، قال: فإني أشهد أنه ما كان ميكائيل ليعادي سلم جبريل, وما كان جبريل ليسالم عدو ميكائيل، قال: فمر نبي الله فقالوا: هذا صاحبك يابن الخطاب, فقام إليه وقد نزل الله عليه: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} ١ إلى قوله: {عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} خرجه ابن السمان في الموافقة، وخرج أبو الفرج معناه في أسباب النزول, وزاد: فقلت: والذي بعثك بالحق, ما جئت إلا لأخبرك بقول اليهود, فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر. وذكر الواحدي في تفسيره الوسيط قال: ثم أتى عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فوجد جبريل قد سبقه بالوحي، فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية وقال له: "وافقك ربك يا عمر" قال عمر: فلقد رأيتني في دين الله أصلب من الحجر، ومنها أخرى معنوية:

إن عمر كان حريصًا على تحريم الخمر فكان يقول: اللهم بيّن لنا في الخمر؛ فإنها تذهب المال والعقل، فنزل قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} ٢ الآية، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر فتلاها عليه فلم ير فيها بيانًا فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ٣ الآية، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر فتلاها عليه فلم ير فيها بيانًا ثم قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} ٤ الآية، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر فتلاها عليه فقال عمر عند ذلك: انتهينا. خرجه القلعي، وذكر الواحدي أنها نزلت في عمر ومعاذ ونفر من الأنصار قالوا: يا رسول الله, إنها مذهبة للعقل مسلبة للمال فنزلت، ومنها أخرى معنوية:

عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل غلامًا من الأنصار إلى عمر بن


١ سورة البقرة الآية: ٩٧.
٢ سورة البقرة الآية: ٩٨.
٣ سورة البقرة الآية: ٢١٩.
٤ سورة النساء الآية: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>