العدوى، قال: وكان يطلب له الطب من كل من يسمع له بطب حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن فقال: هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح, فإن هذا الوجع قد أسرع فيه? قالا: ما شيء يذهبه، فإنا لا نقدر عله، ولكنا نداويه بدواء يقفه فلا يزيد، قال عمر: عافية عظيمة أن يقف فلا يزيد، قالا: هذا ينبت في أرضك هذا الحنظل، قال: نعم، قالا: فاجمع لنا منه، قال: فأمر عمر فجمع له منه مكتلان عظيمان، قال: فعمد إلى كل حنظلة فقطعاها باثنين ثم أضجعا معيقيبًا فأخذ كل واحد منهما بإحدى قدميه, ثم جعلا يدلكان بطون قدميه بالحنظل حتى إذا محقت أخذا أخرى حتى رأينا معيقيبًا ينتخمه، أخضر مرا، ثم أرسلاه فقالا لعمر: لا يزيد وجعه هذا أبدًا، وقال: فوالله ما زال معيقيب منها متماسكًا ما يزيد وجعه حتى مات. خرجه أبو مسعود أحمد بن الفرات الضبي.
وعن ابن عمر قال: كتب عمر بن الخطاب فيمن غاب من الرجال من أهل المدينة عن نسائهم أن يردوهم: فليرجعوا إليهن أو يطلقوهن أو ليبعثوا إليهن بالنفقة، فمن طلق بعث نفقة ما ترك. خرجه الأبهري.
وروي أنه كان يطوف ليلة في المدينة, فسمع امرأة تقول:
ألا طال هذا الليل وازورَّ جانبه ... وليس إلى جنبي خليل ألاعبه
فوالله لولا الله تخشى عواقبه ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يردني ... وأكرم بعلي أن تنال مراكبه
ولكنني أخشى رقيبًا موكلا ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه
فسأل عمر نساء: كم تصبر المرأة عن الرجل? فقلن: شهرين، وفي الثالث يقل الصبر، وفي الرابع ينفد الصبر، فكتب إلى أمراء الأجناد: أن لا تحبسوا رجلًا عن امرأته أكثر من أربعة أشهر.