للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعتني النفس بعد خروج عمرو ... إلى اللذات تطلع اطلاعا

فقلت لها: عجلت فلن تطاعي ... ولو طالت إقامته رباعا

أحاذر أن أطيعك سب نفسي ... ومخزاة تجللني قناعا

فقال لها عمر: ما الذي يمنعك من ذلك? قالت: الحياء وإكرام زوجي، قال عمر: إن في الحياة لهنات ذات ألوان؛ من استحى استخفى، ومن استخفى اتقى، ومن اتقى وقى. خرجه ابن أبي الدنيا.

وعن ... ١ أن رجلًا من الموالي خطب إلى رجل من قريش أخته وأعطاها مالًا جزيلًا, فأبى القرشي من تزويجها، فقال له عمر: ما منعك أن تزوجه فإن له صلاحًا وقد أحسن عطية أختك? فقال القرشي: يا أمير المؤمنين إن لنا حسبًا وإنه ليس لها بكفء، فقال عمر: لقد جاءك بحسب الدنيا والآخرة؛ أما حسب الدنيا فالمال، وأما حسب الآخرة فالتقوى, زوج الرجل إن كانت المرأة راضية، فراجعها أخوها فرضيت فزوجها منه.

ذكر محافظته على مال المسلمين ومباشرة ذلك بنفسه, ووصف عثمان وعلي -رضي الله عنهما- إياه بالقوة والأمانة -رضي الله عنه:

تقدم في صدر هذا الفصل في النثر طرف جيد، ثم في ذكر زهده وذكر ورعه طرف صالح منه، وكذلك تقدم في غضون الأحاديث كثير مما يتضمن معناه. وعن أبي بكر العبسي قال: دخلت مع عمر وعثمان وعلي مكان الصدقة فجلس عثمان في الظل يكتب، وقام علي على رأسه يملي عليه ما يقول عمر, وعمر قائم في الشمس في يوم شديد الحر، عليه بردتان سوداوان مؤتزر بواحدة وقد وضع الأخرى على رأسه، وهو يتفقد إبل الصدقة يكتب ألوانها وأسنانها، فقال علي لعثمان: أما سمعت قول ابنة


١ وعن الشعبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>