للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعيب في كتاب الله -عز وجل- {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} وأشار إلى عمر وقال: هذا القوي الأمين، خرجه المخلص وابن السمان في الموافقة.

وعن محمد بن علي بن الحسين عن مولى لعثمان بن عفان قال: بينما أنا مع عثمان في مال له في العالية في يوم صائف إذ رأى رجلًا يسوق بكرين وعلى الأرض مثل الفراش من الحر، فقال عثمان: ما على هذا? فنظرت فقلت: أرى رجلًا معممًا بردائه يسوق بكرين ثم دنا الرجل فقال: انظر فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب فقلت: هذا أمير المؤمنين، فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فإذا لفح السموم فأعاد رأسه حتى إذا حاذاه قال: ما أخرجك هذه الساعة? فقال: بكران من إبل الصدقة تخلفا وقد مضى بإبل الصدقة, فأردت أن ألحقهما بالحمى وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما فقال عثمان: يا أمير المؤمنين هلم الماء والظل ونكفيك قال: عد إلى ظلك، فقلت: عندنا من يكفيك، فقال: عد إلى ظلك ومضى، فقال عثمان: من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا, خرجه الشافعي في مسنده.

ذكر كتبه لعماله, وما كان يوصيهم ويأمرهم به:

عن أسلم أن عمر استعمل مولى له على الصدقة يدعى هنيئًا فقال: يا هنيء, ضم جناحك عن الناس، واتق دعوة المظلوم فإنها مجابة، وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة، وإياك ونعم ابن عفان وابن عوف فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى زرع ونخل، وإن رب الصريمة والغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتيني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين أفتاركه أنا? لا أبا لك!! فالماء والمأكل أيسر من الذهب والفضة، وايم الله!! إنهم ليرون أنا قد ظلمناهم وإنها لبلادهم ومياههم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام, والله لولا أن المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت على

<<  <  ج: ص:  >  >>