سبيلك, واجعل موتي في بلد رسولك، وفي رواية عن حفصة قالت: أنى يكون هذا? فقال: يأتيني به الله إذا شاء، خرجه البخاري وأبو زرعة في كتاب العلل.
ذكر كيفية قتله, وبيان أنه كان في الصلاة:
وأنه استخلف في بقيتها عبد الرحمن بن عوف وبيان من قتله، وكم قتل معه وجرح، وسقيه ماء عرف بهقدر جراحته, وثناء الناس عليه، وتوصية ابنه عبد الله في دينه، وسؤاله عائشة أن يدفن في حجرتها مع صاحبيه، وإجابتها إلى ذلك، وبكاء حفصة عليه، وتوصيته الخليفة من بعده.
عن عمر بن ميمون قال: إني لقائم ما بيني وبين عمر إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مر بين الصفين قال: استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال: وربما قرأ بسورة يوسف والنحل ونحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس، قال: فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه, حتى طعن ثلاثة عشر رجلًا مات منهم تسعة، وفي رواية: سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه ثوبًا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه، فأما من كان يلي عمر فقد رأى الذي رأيت. وأما من في نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر!! غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون: سبحان الله! سبحان الله!! فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة, فلما انصرفوا قال: يابن عباس انظر من قتلني? فجال ساعة فقال: غلام المغيرة بن شعبة، قال: الصنع? قال: نعم! قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفًا ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعل