للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصديق، هذا شيخ المهاجرين والأنصار, هذا صاحبي صدقني حين كذبني الناس وآواني حين طردوني, واشترى لي بلالًا من ماله, فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين والله منه بريء, فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليتبرأ من أبي بكر الصديق, وليبلغ الشاهد منكم الغائب" ثم قال له: "اجلس يا أبا بكر, فقد عرف الله ذلك لك".

ثم قال -صلى الله عليه وسلم: "أين عمر بن الخطاب؟ " فوثب إليه عمر فقال: ها أنا ذا يا رسول الله فقال: "ادن مني" فدنا منه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه, ورأينا دموع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجري على خده ثم أخذ بيده وقال بأعلى صوته: "معاشر المسلمين, هذا عمر بن الخطاب, هذا شيخ المهاجرين والأنصار, هذا الذي أمرني الله أن أتخذه ظهيرًا ومشيرًا, هذا الذي أنزل الله الحق على قلبه ولسانه ويده, هذا الذي تركه الحق وما له من صديق, هذا الذي يقول الحق وإن كان مرا, هذا الذي لا يخاف في الله لومة لائم, هذا الذي يفرق الشيطان من شخصه هو سراج أهل الجنة, فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين, والله منه بريء وأنا منه بريء".

ثم قال: "أين عثمان بن عفان؟ " فوثب عثمان وقال: ها أنا ذا يا رسول الله فقال: "ادن مني" فدنا منه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه, ورأينا دموعه تجري على خده ثم أخذ بيده وقال: "يا معاشر المسلمين, هذا شيخ المهاجرين والأنصار, هذا الذي أمرني الله أن أتخذه سندًا وختنًا على ابنتي, ولو كان عندي ثالثة لزوجتها إياه, هذا الذي استحيت منه ملائكة السماء, فعلى مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين".

ثم قال: "أين علي بن أبي طالب؟ " فوثب إليه وقال: ها أنا ذا يا رسول الله قال: "ادن مني" فدنا منه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه, ودموعه تجري على خده وقال بأعلى صوته: "معاشر المسلمين, هذا شيخ المهاجرين والأنصار, هذا أخي وابن عمي وختني, هذا لحمي ودمي وشعري،

<<  <  ج: ص:  >  >>