للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صالح" ويقال: إنه ما خرج من الدنيا حتى صار مثل أبيه. قال سالم بن أبي الجعد: ما أدركت أحدًا مالت به الدنيا إلا مال بها إلا عبد الله بن عمر.

قال سفيان الثوري: كان من عادة ابن عمر أنه إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به، وكأن رقيقه عرفوا ذلك فربما شمر أحدهم ولزم المسجد وأقبل على الطاعة فإذا رآه ابن عمر على تلك الحالة أعتقه، فقيل له: إنهم يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له. قال نافع: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد عليه, ذكر ذلك كله الطائي وبقي إلى زمان عبد الملك بن مروان.

قال أبو اليقظان: وزعموا أن الحجاج دس له رجلًا قد سم زج رمحه فرجمه في الطريق وطعنه في ظهر قدمه، فدخل عليه الحجاج فقال: يا أبا عبد الرحمن من أصابك? قال: أنت أصبتني, قال: ولم تقول هذا رحمك الله? قال: حملت السلام في بلد لم يكن يحمل فيه السلام، فمات فصلي عليه عند الردم ودفن في حائط أم خرمان. قلت: هذا الحائط لا يعرف اليوم بمكة ولا حواليها، وإنما بالأبطح موضع يقال له: الخرمانية فلعله هو، نسب إلى أم خرمان. وقال غير أبي اليقظان: مات بمكة ودفن بفج وهو موضع قريب من مكة، وهو ابن أربع وثمانين سنة وله عقب.

قال الدارقطني: وتوفي سنة ثلاث وسبعين.

وروى عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وزيد بن الخطاب وزيد بن ثابت وأبي أمامة الأنصاري وأبي أيوب الأنصاري وأبي ذر الغفاري وأبي سعيد الخدري وزيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعامر بن ربيعة وبلال وصهيب وعثمان بن طلحة ورافع بن خديج وعبد الله بن مسعود وكعب بن عمرو وتميم الداري وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>