بصدق: تعلمين أني كنت أنا وأنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأغمي عليه فقلت لك: أترينه قد قبض? فقلت: لا أدري، ثم أفاق فقال:"افتحوا له الباب" فقلت لك: أبوك أو أبي? فقلت: لا أدري؛ ففتحنا فإذا عثمان، فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"ادنه" فأكب عليه فساره بشيء لا أدري أنا وأنت ما هو، ثم رفع رأسه فقال:"أفهمت ما قلت لك?" قال: نعم، قال:"ادنه" فأكب عليه أخرى مثلها فساره بشيء ما ندري ما هو، ثم رفع رأسه فقال:"أفهمت ما قلت لك?" قال: نعم، قال:"ادنه" فأكب عليه إكبابا شديدًا فساره بشيء ثم رفع رأسه فقال: "أفهمت ما قلت لك?" قال: نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي، فقال له:"اخرج" قالت حفصة: اللهم نعم" أخرجه أحمد.
وعنها قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ادعوا إلي بعض أصحابي" قلت: أبا بكر؟ قال: "لا" قلت: عمر؟ قال: "لا" قلت: ابن عمك؟ قال: "لا" قلت: عثمان؟ قال: "نعم" فلما جاءه قال: تنح فجعل يساره ولون عثمان يتغير، فلما كان يوم الدار وحضر فيها قلنا: يا أمير المؤمنين ألا تقاتل? قال: لا, إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلي عهدًا وإني صابر نفسي عليه. خرجه أحمد.
وفي رواية عنها: فأرسلنا إلى عثمان فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يكلمه ووجهه يتغير قال قيس: فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلي وإني صابر عليه، قال قيس: كانوا يرون أن ذلك اليوم. خرجهما الترمذي وأبو حاتم، واللفظ له. قيس هذا هو قيس بن أبي حازم, يروي عن عائشة.
ذكر اختصاصه بتجهيز جيش العسرة:
عن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يحث على جيش العسرة, فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله علي مائة بعير