له" قلت: ثم من يا رسول الله? قال: "ثم أنت يا علي" قلت: يا رسول الله فأين عثمان? قال: "عثمان رجل ذو حياء, سألت ربي أن لا يقف للحساب فشفعني فيه".
وعن أبي أمامة قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم: من أول من يحاسب؟ قال: "أنت يا أبا بكر" قال: ثم من? قال: "ثم عمر" قال: ثم من? قال: "ثم علي" قال: فعثمان? قال: "سألت ربي أن يهب لي حسابه فلا يحاسبه, فوهب لي" خرجه الخجندي وقال: قال الحافظ أبو بكر: وفي رواية أخرى: "قضى لي حاجة سرا, فسألت الله أن يحاسبه سرا" ولا تضاد بين الروايتين, بل تحمل الأولى على أنه سأله أن لا يحاسبه جهرًا بين الناس فوهب له ذلك وجمعا بين هذا وبين ما تقدم في حق أبي بكر أنه لا يحاسب, ويكون معنى قوله: أول من يحاسب في هذا الحديث أي: أول من يبعث للحساب, بدليل أنه أول من تنشق عنه الأرض كما تقدم, ثم لا يحاسب والله أعلم.
ذكر اختصاصه بأنه أول من خط المفصل ١:
عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري أن عثمان لما دخل عليه أهوى إليه رجل بالسيف فاتقاه بيده فقطعها, فلا أدري أبانها أو لم يبنها قال عثمان: أما والله إنها لأول كف خطت المفصل. خرجه أبو حاتم.
ذكر اختصاصه بصبره نفسه على القتل, وجمعه القرآن:
عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان لعثمان شيئان: ليس لأبي بكر وعمر صبره نفسه حتى قتل مظلومًا, وجمعه الناس على المصحف.
وعن أنس أن حذيفة قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة