قال: أما بعد, فإن الله بعث محمدًا بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت، وصحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعته فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله تعالى، ثم أبا بكر١ مثله، ثم عمر مثله، ثم استخلفت أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلت: بلى, قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم? أما ما ذكرت من شأن الوليد فنأخذ فيه بالحق إن شاء الله تعالى, ثم دعا عليا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين. خرجه البخاري.
وعن حصين بن المنذر قال: لما جيء بالوليد بن عقبة إلى عثمان -وقد شرب الخمر- قال عثمان لعلي: دونك ابن عمك, فأقم عليه الحد قال: فجلده أربعين.
وفي رواية فقال علي: يا حسين قم فاجلده فقال: ما أنت هذا؟! ولي هذا غيرك؟! قال: لا, ولكنك ضعفت ووهنت وعجزت، وقال: قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده، وعد علي حتى بلغ أربعين. خرجه مسلم.
ذكر تبشيره -صلى الله عليه وسلم- عثمان بثبوت الإيمان:
عن أنس بن مالك قال: عطس عثمان بن عفان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- عطسات متواليات, فقال النبي -صلى الله عليه وسلم:"يا عثمان ألا أبشرك?" قال: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال:"فهذا جبريل يخبرني عن الله -عز وجل- أن من عطس ثلاث عطسات متواليات كان الإيمان ثابتا في قلبه" خرجه أبو الخير الحاكمي وقال: إنما أراد به من عطس ثلاثًا وهو على مثل مقام عثمان في الحياء والإيمان، قلت: وهذا تحكم لا مستند