للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقدم ذكره في فصل خلافة أبي بكر ثم عمر. قال ابن قتيبة: وافتتح أيام خلافته الإسكندرية، ثم سابور، ثم أفريقية، ثم قبرص، ثم سواحل الروم وإصطخر الأخيرة وفارس الأولى، ثم خوز وفارس الأخيرة، ثم طبرستان ودار أبجرد وكرمان وسجستان، ثم الأساورة في البحر، ثم أفريقية من حصون قبرص، ثم ساحل الأردن، ثم مرو, ثم حضر عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.

ذكر حديث الشورى:

عن عمرو بن ميمون أنهم قالوا لعمر بن الخطاب لما طعنه أبو لؤلؤة: أوصِ يا أمير المؤمنين استخلف, قال: ما أرى أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راضٍ, فسمى عليا وطلحة وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم- قال: ويشهد عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء -كهيئة التعزية له- فإن أصاب الأمر سعد فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله١ من عجز ولا خيانة. فلما توفي وفرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، وقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان, فخلا هؤلاء الثلاثة علي وعثمان وعبد الرحمن فقال عبد الرحمن للآخرين: أيكما يتبرأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على إصلاح الأمة? قال: فأسكت الشيخان علي وعثمان، فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي, والله على أن لا آلو عن أفضلكم؟


١ أي: عن ولاية الكوفة حين شكاه أهلها إلى سيدنا عمر -رضي الله عنه- وما كان الشاكون محقين في شكواهم، ومن أهل الكوفة رجل يقال له: أبو سعدة من بني عبس قام في مسجدهم وقال: إن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، فدعا عليه سعد فاستجيب له، وخبر هذا مروي في الصحيحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>