الخاتم على الخاتم فقالوا: والله أحل دمك, ونقضوا العهد والميثاق فحاصروه فأشرف عليهم ذات يوم وقال: السلام عليكم, فما أسمع أحدا من الناس يرد عليه السلام إلا أن يرد رجل في نفسه، فقال: أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت بئر رومة من مالي فجعلت رشاي كرشا رجل من المسلمين؟ قيل: نعم قال: فعلام تمنعونني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟! أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد؟ قيل: نعم, فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي؟! أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر كذا وكذا أشياء في شأنه عددها؟ قال: ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ منهم الموعظة، وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم، فقال لامرأته: افتحي الباب ووضع المصحف بين يديه، وذلك أنه رأى من الليل أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له:"أفطر عندنا الليلة" فدخل عليه رجل فقال: بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه, ثم دخل عليه آخر فقال: بيني وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه قال: فأهوى إليه بالسيف واتقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها أو لم يبنها، قال عثمان: أما والله إنها لأول كف خطت المفصل، وفي حديث غير أبي سعيد: فدخل البحتري فضربه مشقصًا فنضح الدم على هذه الآية: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قال: وإنها في المصحف ما حكت, قال في حديث أبي سعيد: وأخذت بنت الفرافصة حلتها فوضعته في حجرها وذلك قبل أن يقتل, فلما قتل تفاجت عنه فقال بعضهم: قاتلها الله ما أعظم عجيزتها, فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا, أخرجه أبو حاتم. وذكر ابن قتيبة أنه سار إليه قوم من أهل مصر منهم محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن زيد في جند، وكنانة بن بشر في جند، وابن عديس البلوي، ومن أهل البصرة حكيم بن جبلة العبدي، وسدوس بن عنبس الشني ونفر من أهل