للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأحد عليه حجة، وقال له علي هذه المقالة رجاء عمله بسنة الشيخين ولم يكن قطعا يخطئه فيما هو عليه؛ فلذلك لم ينكر عليه ولا كان مصوبًا له، وإلا فما كان أمره باتباع غيره مع رؤيته أنه إمام حق لا محالة، وإلا كان مع المتمالئين عليه ولما دعت الضرورة إلى الدفع عنه واجتمع الناس عليه, عرض عليه الدفع عنه ولم ير أن يفتات عليه في ذلك، بل رأى طواعيته له أولى من الدفع، وكذلك كل من عزم عليه عثمان في ترك الدفع عنه، والله أعلم. وسيأتي في فصل خلافة علي ما يدل على أنه نهض بنصرته فوجده قد مات.

ذكر من كان معه في الدار, ومن دفع عنه:

تقدم في الذكر الأول أنه كان معه في الدار ستمائة رجل. قال أبو عمر: كان معه في الدار ممن يريد الدفع عنه: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن سلام، وعبد الله بن الزبير، والحسن بن علي، وأبو هريرة، ومحمد بن حاطب، وزيد بن ثابت، ومروان بن الحكم، والمغيرة بن الأخنس -يومئذ قتل, أعني: يوم قتل عثمان- وطائفة من الناس.

وعن كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان, فأخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مضرجين بالدم محمولين كانوا يدرءون عن عثمان: الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم، قال محمد بن طلحة: فقلت له: هل تدمى محمد بن أبي بكر شيء من دمه? قال: معاذ الله! دخل عليه فكلمه بكلام فخرج ولم ينل شيئًا من دمه, قال: فقلت: من قتله? قال: قتله رجل من أهل مصر يقال له: جبلة بن الأيهم. أخرجه أبو عمر.

ذكر زجر عبد الله بن سلام عن قتله, وإخبارهم بما يترتب على ذلك:

عن حميد بن هلال أن عبد الله بن سلام قال لهم: إن الملائكة لم تزل

<<  <  ج: ص:  >  >>