محيطة بمدينتكم هذه منذ قدمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولئن قتلتموه لتذهبن ثم لا تعود إليكم أبدا، أو إن السيف لا يزال مغمودًا فيكم ووالله لئن قتلتموه ليسلنه عليكم ثم لا يغمد عنكم أبدا, أو قال: إلى يوم القيامة, وما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا، ولا قتل خليفة إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفا. أخرجه أبو الخير الحاكمي، وخرجه القاضي أبو بكر بن الضحاك مختصرًا.
ذكر من قتله:
قال أبو عمر: يروى أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فقال له قولا فاستحيا وخرج، ثم دخل رومان بن سرحان -رجل أزرق قصير من أصبح، معه خنجر- فاستقبله فقال: على أي دين أنت يا نعثل? فقال عثمان: لست بنعثل ولكني عثمان بن عفان، أنا على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين، فضربه على صدغه الأيسر فقتله فخرّ وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها وكانت امرأة جسيمة, ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا وقال: والله لأقطعن أنفه, فعاجل امرأته فقبضت على السيف فقطع إبهامها، فقالت لغلام لعثمان يقال له: رباح, ومعه سيف عثمان: أعني على هذا وأخرجه عني، فضربه الغلام بالسيف فقتله، وقيل: قتله جبلة بن الأيهم، وقيل: الأسود التجيبي، وقيل: يسار بن عياض.
وقد تقدم ذكر ذلك. وأكثرهم يروي أن قطرة من دمه أو قطرات سقطت على المصحف على قوله:{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
ذكر ما روي عنه من القول حين ضرب:
عن هارون بن يحيى أن عثمان جعل يقول حين ضرب, والدماء تسيل على لحيته: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, اللهم