للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"شرح" البأس: الشدة في الحرب، يقول: بؤس الرجل بالضم يبؤس بأسًا فهو بئيس على فعيل أي: شجاع, والنجدة: الشجاعة، تقول منه: نجد ينجد بالضم فهو نجيد ونجد ونجد.

وروي أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر، فقال له علي: إن الله تعالى يقول {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا} ١ وقال تعالى: {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} ٢ فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين, فترك عمر رجمها وقال: لولا علي لهلك عمر. أخرجه العقيلي، وأخرجه ابن السمان عن أبي حزم بن أبي الأسود.

وعن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن. أخرجه أحمد وأبو عمر.

وعن محمد بن الزبير قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر فقلت: يا شيخ من أدركت? قال: عمر قلت: فما غزوت? قال: اليرموك. قلت: فحدثني بشيء سمعته قال: خرجنا مع قتيبة حجاجًا فأصبنا بيض نعام -وقد أحرمنا- فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر، فأدبر وقال: اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضرب حجرة منها، فأجابته امرأة فقال: أثم أبو حسن? قالت: لا, فمر في المقتاة، فأدبر وقال: اتبعوني، حتى انتهى إليه وهو يسوي التراب بيده فقال: مرحبًا يا أمير المؤمنين, فقال: إن هؤلاء أصابوا بيض حمام وهم محرمون قال: ألا أرسلت إلي? قال: أنا أحق بإتيانك, قال: يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض، فما نتج منها أهدوه. قال عمر: فإن الإبل تخدج, قال علي: والبيض يمرض، فلما أدبر قال


١ سورة الأحقاف الآية ١٥.
٢ سورة لقمان الآية ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>