وبالثلاثة مع التنوين، وتفا: اتباع، قاله الجوهري. ويمكن أن يقال: معناه القذر لأن التف وسخ الأظفار, والنفث: شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لا ريق معه, تقول منه: نفث ينفث بكسر الفاء وضمها، و {النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} : السواحر وأوله النفخ ثم النفث ثم التفل ثم البزق. وقد تقدم من حديث مسلم أنه بصق في عينه، فيكون أطلق على البصق النفث أو بالعكس لأنه أوله, والتضور: الصياح والتلوي عند الضرب. وقوله:"أنت مني بمنزلة هارون من موسى" تقدم الكلام فيه مستوفى في فضل خلافة أبي بكر.
ذكر قصة لبس علي ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم- ونومه مكانه, على ما ذكره ابن عباس في الحديث آنفا:
قال ابن إسحاق: لما رأت قريش أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صارت له شيعة وأنصار من غيرهم بغير بلدهم، ورأوا خروج أصحابه المهاجرين إليهم عرفوا أنهم قد نزلوا دارا وأصابوا فيهم منعة، فحذروا خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- فاجتمعوا في دار الندوة التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها يتشاورون ما يصنعون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان إبليس قد تصور لهم في صورة شيخ فوقف على الباب، فلما رأوه قالوا: من الشيخ? قال: شيخ من أهل نجد، سمع بالذي اتعدتم عليه فحضر ليسمع، وعسى لا يعدمكم منه رأي! فقالوا: ادخل فدخل معهم. فقال قائل: احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابا ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرا والنابغة، ومن مضى منهم من هذا الموت. فقال الشيخ النجدي: ما هذا برأي، والله لئن حبستموه -كما تقولون- ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فيثبون عليكم وينزعونه، فانظروا في غير هذا الرأي. فقال قائل: نخرجه من بين أظهرنا وننفيه من بلادنا، فما نبالي أين يذهب إذا غاب عنا قال الشيخ النجدي: لا والله ما