للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} قال: وكان شرا على نفسه, فلبس ثوب النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم نام مكانه، قال: فكان المشركون يرمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء أبو بكر وعلي نائم. قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فقال له علي: إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- انطلق نحو بئر ميمون فأدركه. فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار؛ قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتضور, فدلف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك. قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك. قال: فقال له علي: أخرج معك? قال: فقال له نبي الله -صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي? إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" وقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنت ولي كل مؤمن بعدي" قال: وسد أبواب المسجد إلا باب علي، قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال: وقال: "من كنت مولاه فإن عليا مولاه" قال: وأخبرنا الله -عز وجل- في القرآن أنه قد رضي على أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم, هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد? قال: وقال عمر: يا نبي الله ائذن لي أضرب عنقه -يعني حاطبا- قال: وكنت فاعلا، "وما يدريك, لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم". أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال، وأخرج النسائي بعضه.

"شرح" انتدوا أي: جلسوا في النادي وكذلك تنادوا, والتنادي والندى والمنتدى والندوة: مجلس القوم ومتحدثهم فاستعير للمكان الذي جلسوا فيه وتحدثوا؛ لأنهم اتخذوه لذلك أو لعله كان مكانا معدا لذلك أف وتف: أي قذر له يقال: أفا له وأفة وتفة والتنوين للتنكير وقد أفف تأفيفًا إذا قال له: أف، ومنه قوله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} وفيه ست لغات حكاها الأخفش: أف، أف أف، بالكسر والفتح والضم دون تنوين،

<<  <  ج: ص:  >  >>