للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحريرة "دقيق بلا دهن" فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأطعموه إياه، ثم صنعوا الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتى يتيم مسكين فسأل فأطعموه إياه، ثم صنعوا الثلث الثالث، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين، فأطعموه إياه وطووا يومهم فنزلت, وهذا قول الحسن وقتادة أن الأسير كان من المشركين. قال أهل العلم: وهذا يدل على أن الثواب مرجو فيهم وإن كانوا من غير أهل الملة، وهذا إذا أعطوا من غير الزكاة والكفارة.

وقال سعيد بن جبير: الأسير: المحبوس من أهل القبلة, ذكره الواحدي.

وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر أقطع عليا ينبع, ثم اشترى أرضا إلى جنب قطعته فحفر فيها عينا، فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجذور من السماء فأتى علي فبشر بذلك، فقال: بشروا عمر. ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي سبيل الله للقريب والبعيد، في السلم والحرب، ليوم تبيض وجوه، وتسود وجوه، ليصرف الله بها وجهي عن النار ولتصرف النار عن وجهي. أخرجه ابن السمان في الموافقة.

ذكر فكه رهان ميت بتحمل دين عنه:

عن علي بن أبي طالب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتي بجنازة لم يسأل عن شيء من عمل الرجل ويسأل عن دينه، فإن قيل: عليه دين كف عن الصلاة عليه، وإن قيل: ليس عليه دين صلى عليه، فأتي بجنازة فلما قام ليكبر سأل صلى الله عليه وسلم أصحابه: "هل على صاحبكم دين?" قالوا: ديناران، فعدل صلى الله عليه وسلم وقال: "فصلوا على صاحبكم" فقال علي: هما علي، بريء منهما. فتقدم صلى الله عليه وسلم, ثم قال لعلي: "جزاك الله خيرا، فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك، إنه ليس من ميت إلا وهو مرتهن بدينه,

<<  <  ج: ص:  >  >>