للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به" أخرجه الحافظ الثقفي في الأربعين. وعن علي بن أبي ربيعة أن علي بن أبي طالب جاءه ابن التياح فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء فقال: الله أكبر، فقام متوكئًا على ابن التياح حتى قام على بيت المال وأمر فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المال للمسلمين، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، هاء وهاء؛ حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين. أخرجه أحمد في المناقب، والملاء وصاحب الصفوة. وأخرج أحمد من طريق آخر، والفضائلي معناه عن أبي صالح السمان، ولفظه: رأيت عليا دخل بيت المال فرأى فيه شيئًا، فقال: ألا أرى هذا ههنا وبالناس إليه حاجة؟! فأمر به فقسم، وأمر بالبيت فكنس ونضح، فصلى فيه -أو قال فيه يعني نام- وفي رواية عند أحمد: فصلى فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة. وأخرجهما القلعي.

"شرح" نضحه أي: رشه، وقوله: هاء وهاء أي: هاك وهاك. وقال الخطابي: أصحاب الحديث يروونه: ها وها ساكن لألف، والصواب مدها وفتحها؛ لأن أصلها هاك فحذفت الكاف وعوضت منها المدة والهمزة يقال للواحد: ها وللاثنين: هاؤما وللجميع: هاؤم, وغير الخطابي يجيز فيه السكون على حذف العوض وينزل منزلة ها التي للتنبيه.

وعن أبي السوار قال: رأيت عليًّا اشترى ثوبين غليظين, فخير قنبر في أحدهما. أخرجه أحمد وصاحب الصفوة، وقد تقدم في ذكر اتباعه للسنة أنه اشترى ثوبا بثلاثة دراهم.

وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال: رأيت عليا خرج وعليه قميص رازي إذا قمصه بلغ الظفر، وإذا أرسله صار إلى نصف الساعد.

وعن الحسن بن جرموز عن أبيه قال: رأيت علي بن أبي طالب يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان مؤتزرا بواحدة، مرتديا بالأخرى،

<<  <  ج: ص:  >  >>