للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخذ دينارك ولك الدقيق. فخرج علي حتى جاء به فاطمة فأخبرها فقالت: اذهب إلى الجزار فخذ لنا بدرهم لحما، فذهب فرهن الدينار بدرهم على لحم، فجاء به وعجنت ونصبت وخبزت، وأرسلت إلى أبيها، فجاءهم, فقالت: يا رسول الله أذكر لك، فإن رأيته حلالا أكلنا وأكلت، من شأنه كذا وكذا، فقال: "كلوا باسم الله" فأكلوا، فبينما هم مكانهم إذا غلام ينشد الله والإسلام الدينار، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعي له، فسأله فقال: سقط مني في السوق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يا علي اذهب إلى الجزار، فقل له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لك: أرسل إلي بالدينار، ودرهمك علي" فأرسل به, فدفعه إليه. أخرجه أبو داود.

وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاها يومًا فقال: "أين ابناي?" يعني حسنًا وحسينًا، قالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء نذوقه، فقال علي: أذهب بهما، فإني أتخوف أن يبكيا إليك وليس عندك شيء؛ فذهب بهما إلى فلان اليهودي. فتوجه إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدهما يلعبان في مسربة، بين أيديهما فضل من تمر، فقال: "يا علي, ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر عليهما?" قال: فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات? فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلي ينزع لليهودي كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شيء من تمر, فجعله في حجزته، ثم أقبل فحمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدهما وحمل علي -عليه السلام- الآخر. أخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة في مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة.

"شرح" المسربة بالفتح والضم: الغرفة، وحجزة الإزار: معقده، وحجزة السراويل التي فيها التكة.

وعن أبي سويد المدني قال: لما أهديت فاطمة إلى علي لم تجد عنده إلا رملا مبسوطا ووسادة وجرة وكوزًا فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا تقرب

<<  <  ج: ص:  >  >>