فثار إليهما بالسيف فجب أسنتهما، وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال: فنظرت إلى أمر فصنعني, فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه زيد بن حارثة، فخرجت معه حتى قام على حمزة فتغيظ عليه، فرفع حمزة بصره وقال: هل أنتم إلا أعبد آبائي? فرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقهقر عنه. متفق على صحته.
وعنه قال: جعت بالمدينة جوعًا شديدًا, فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة، فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله، فأتيتها فعاطيتها كل دلو بتمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يدي ثم أتيتها فقلت: بكلتي يدي هكذا بين يديها, وبسط إسماعيل راوي الحديث يديه جميعا فعدت لي ست عشرة تمرة, فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فأكل معي منها وقال لي خيرا ودعا لي. وأخرجه أحمد وصاحب الصفوة والفضائلي.
"شرح" عوالي المدينة: أعاليها وهي منازل معروفة بها, عاطيتها: يجوز أن يكون من قولهم: هو يعطيني بالتشديد ويعاطيني إذا كان يخدمك, ويجوز أن يكون من المعاطاة المناولة, فكل واحد منهما أخذ يد صاحبه على ذلك إذا عاقده عليه، وإن لم يوجد أخذ اليد حسا. والذنوب: الدلو الملآن ماء, وقال ابن السكيت: فيها ماء ما يقرب من ملئها يؤنث ويذكر ولا يقال لها وهي فارغة: ذنوب وجمعه في القلة: أذنبة والكثير ذنائب نحو قلوص وقلائص ومجلت: تنفطت من العمل.
وعن سهل بن سعد أن علي بن أبي طالب دخل على فاطمة, والحسن والحسين يبكيان فقال: ما يبكيهما? قالت: الجوع, فخرج علي فوجد دينارا في السوق فجاء إلى فاطمة فأخبرها, فقالت: اذهب إلى فلان اليهودي فخذ لنا به دقيقا، فجاء إلى اليهودي فاشترى به دقيقا فقال اليهودي: أنت ختن هذا الذي يزعم أنه رسول? قال: نعم. قال: