للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تفقده أحوالهم:

عن أبي الصهباء قال: رأيت علي بن أبي طالب بشط الكلأ يسأل عن الأسعار.

ذكر شفقته على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في الجاهلية والإسلام, وتخفيف الله -عز وجل- عن الأمة بسببه:

عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} ١ قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما ترى, دينارًا?" قلت: لا يطيقونه؛ قال: "فكم?" قلت: شعيرة؛ قال: "إنك لزهيد" فنزلت: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} ٢ الآية؛ قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة. أخرجه أبو حاتم.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر? قال: قلنا: بلى؛ قال: قال أبو ذر: كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل بمكة وأتني بخبره، فانطلق فلقيه ثم رجع، فقلت: ما عندك? قال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت: لم تشفني من الخبر، فأخذت جرابًا وعصا ثم أقبلت إلى مكة، فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد، قال: فمر بي علي، فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم، قال: فانطلق إلى المنزل، فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره؛ فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء؛ قال: فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله? قال: قلت: لا. قال:


١ سورة المجادلة الآية ١٢.
٢ سورة المجادلة الآية ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>