للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي, لا لك ولا لأصحابك فقال علي: لا يفوتكم الكلب فشد الناس عليه من كل جانب ليأخذوه، وهرب شبيب خارجا من باب كندة, فلما أخذ قال: احبسوه فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به، وإن لم أمت فالأمر إلي في العفو والقصاص. أخرجه أبو عمر.

"شرح" الفتك: أن يأتي الرجل وهو غار غافل حتى يشد عليه ويقتله، وفيه ثلاث لغات: فتح الفاء وضمها وكسرها مع إسكان التاء كود ودعم, إدا: الإد بالكسر والإدة الداهية والأمر الفظيع، ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} فنكمن له أي: نختفي، تقول: كمن كمونًا ومنه الكمين في الحرب, والسدة: باب الدار، وقد تقدم.

وعن الليث بن سعد أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب عليا في صلاة الصبح على دهش بسيف كان سمه بسم، ومات من يومه، ودفن بالكوفة ليلا. أخرجه البغوي في معجمه.

واختلفوا في أنه: هل ضربه في الصلاة أو قبل الدخول فيها? وهل استخلف من أتم الصلاة أو هو أتمها? والأكثر: على أنه استخلف جعدة بن هبيرة يصلي بهم تلك الصلاة، واختلفوا في موضع دفنه فقيل: في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل: في رحبة الكوفة، وقيل: بنجف الحيرة. قال الخجندي: والأصح عندهم أنه مدفون من وراء المسجد غير الذي يؤمه الناس اليوم.

"شرح" النجف والنجفة بالتحريك: مكان لا يعلوه الماء مستطيل منقاد، والجمع: نجاف بالكسر، والنجاف أيضًا: أسكفة الباب وهي عتبته العليا, والحيرة بالكسر: مدينة بقرب الكوفة، والنسبة إليها حيري وحاري أيضًا على غير قياس، وكأنهم قلبوا الياء ألفًا.

وعن أبي جعفر أن قبره جهل موضعه، وغسله الحسن والحسين وعبد

<<  <  ج: ص:  >  >>