من أشقى الأولين?" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "قاتلك". أخرجه أحمد في المناقب، وأخرجه ابن الضحاك.
وقال في أشقى الآخرين: "الذي يضربك على هذه, فيبل هذه" وأخذ بلحيته.
وعن صهيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: "من أشقى الأولين يا علي?" قال: الذي عفر ناقة صالح، قال: "صدقت, فمن أشقى الآخرين?" قال: الله ورسوله أعلم قال: "أشقى الآخرين الذي يضربك على هذه" وأشار إلى يافوخه، فكان علي يقول لأهله: والله لوددت أن لو انبعث أشقاها. أخرجه أبو حاتم والملاء في سيرته.
وعن ابن سبع قال: سمعت عليا على المنبر يقول: ما ينتظر أشقاها? عهد إليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتخضبن هذه من هذا وأشار إلى لحيته ورأسه, فقالوا: يا أمير المؤمنين، خبرنا من هو حتى نبتدره فقال: أنشد الله رجلا قتل بي غير قاتلي. أخرجه المحاملي.
ذكر وصيته:
روي أنه لما ضربه ابن ملجم أوصى إلى الحسن والحسين وصية طويلة في آخرها: يا بني عبد المطلب؛ لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا، تقولون: قتل أمير المؤمنين, ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي. انظروا، إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة ولا تمثلوا به، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إياكم والمثلة, ولو بالكلب العقور" أخرجه الفضائلي.
وعن هشيم مولى الفضل قال: لما قتل ابن ملجم عليا قال للحسن والحسين: عزمت عليكم لما حبستم الرجل، فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به. فلما مات قام إليه حسين ومحمد وقطعاه وحرقاه، ونهاهم الحسن. أخرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني.