للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق فوالله ما تلعثم أبو بكر حين دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام, خرجه ابن إسحاق وخرجه صاحب فضائل أبي بكر.

قال ابن إسحاق: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما بلغني يقول: "ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت منه كبوة ونظر وتردد, إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة, ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه".

"شرح" تلعثم الرجل في الأمر: إذا تمكث فيه وتأنى, وعكم أي: انتظر والعكم: الانتظار قاله الجوهري, وقال الخليل: نكل عنه وسيأتي في مبدأ إسلام طلحة طرف من هذا الذكر. قال ابن هشام: حدثني بعض أهل العلم أن عباس بن مرداس لما أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له النبي -صلى الله عليه وسلم: "أنت القائل: فأصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة؟ "

فقال أبو بكر: بين عيينة والأقرع, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "هما واحد" فقال أبو بكر: أشهد أنك كما قال الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} ١.

ذكر ما جاء في أول من أسلم:

عن علي بن أبي طالب قال: أول من أسلم من الرجال أبو بكر, وأول من صلى إلى القبلة علي بن أبي طالب, خرجه ابن السمان في الموافقة. وعن الشعبي قال: سألت ابن عباس وقد سئل: أي الناس كان أول إسلامًا؟ قال: أما سمعت قول حسان بن ثابت:

إذا تذكرت شجوًا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أتقاها وأعدلها ... بعد النبي وأوفاها بما حملا


١ سورة يونس الآية: ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>