وعن عمرو بن العاص قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوهًا وأحسنهم أخلاقًا وأشدهم حياء، إن حدثوك لم يكذبوك، وإن حدثتهم لم يكذبوك: أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح. أخرجه الفضائلي.
ذكر كراهية عمر خلاف أبي عبيدة:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن عمر لما خرج إلى الشام وأخبر أن الوباء قد وقع به فجمع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستشارهم فاختلفوا، فرأى عمر رأي من رأى الرجوع فرجع، فقال له أبو عبيدة: أفرارًا من قدر الله? فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة? وكان عمر يكره خلافه, نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله, أرأيت لو كان لك إبل فنزلت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله? أخرجاه.
"شرح" العدوة بضم العين وكسرها: شاطئ الوادي أي: جانبه.
ذكر زهده:
عن عروة بن الزبير قال: لما قدم عمر بن الخطاب من الشام تلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي? قالوا: من? قال: أبو عبيدة، قالوا: يأتيك الآن، فلما أتاه نزل فاعتنقه، ثم دخل عليه بيته فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: ألا اتخذت ما اتخذ صاحبك? فقال: يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل. أخرجه في الصفوة والفضائلي وزاد بعد قوله "يأتيك الآن": "فجاء على ناقة مخطومة بحبل".
وفي رواية: أن عمر قال له: اذهب بنا إلى منزلك، قال: وما