للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعاقَبتُ١ اللّصَّ وطارَقَ النَّعلَ٢.

فَعَّلَ: ويكونُ متعدّيًا وغيرَ متعدّ. فالمتعدّي نحو: كَسَّرتُه وقَطَّعتُه. وغيرُ المتعدّي نحو: سَبَّحَ وهَلَّلَ. ولها ثمانيةُ معانٍ٣:

أحدها أن تكون [١٧ب] للنَّقل، فتُصَيِّرَ الفاعل مفعولًا، كقولك: فَرِحَ وفَرَّحتُه وغَرِمَ وغَرَّمتُه وفَزِعَ وفَزَّعتُه.

والثاني التكثيرُ: كقولك: فَتَّحتُه وكَسَّرتُه وقَطَّعتُه وحَرَّكتُه.

والثالث الجَعلُ على صفةٍ: كقولك: فَطَّرتُه فأَفطَرَ.

والرابع التَّسميةُ: كقولك: خطَّأتُه وفَسَّقتُه، أي: سَمَّيتُه مُخطئًا [وفاسِقًا] ٤.

والخامس الدعاءُ للشيء أو عليه: كقولك: سَقَّيتُه: قلتُ له: سَقاكَ اللهُ. وجَدَّعتُه وعَقَّرتُه أي: دَعوتُ عليه بالجَدْع والعَقْر.

والسادس القيامُ على الشيء: كقولك: مَرَّضتُه أي: قمتُ عليه.

والسابع الإِزالةُ: كقولك: قَذَّيتُ عَينَه، أي: أزلت عنها القَذَى.

والثامن أن يُراد بها رميتُه بذلك: كقولك: شَجَّعتُهُ وجَبَّنتُه، أي: رَميتُه بالشجاعة والجُبنِ.

انفَعَلَ: ولا يكون متعدّيًا أبدًا. وإِنما يجيء في كلام العرب للمُطاوَعة٥. وقد تقدَّم تفسيرُ المطاوعة٦. والمطاوعة فيها تكون بوجهين٧: إِمَّا بأن٨ تُريد من الشيء أََمرًا ما، فتبلُغَه بأن يَفعل ما تُريده، إن كان ممّا يَصِحُّ منه الفعل، وإِمَّا بأن يصير إِلى مثلِ حال الفاعل الذي يَصِحُّ منه الفعلُ، وإِن كان لا يصحُّ الفعل منه.

فأمَّا ما يُطاوِعُ، بأن٩ يَفعل فِعلًا تُريده منه، فنحو قولك: أَطلَقتُه فانطَلَقَ وصَرَفتُه فانصرفَ؛ ألَا ترى أنه هو الذي فعلَ الانطلاقَ والانصراف بنفسه، عند إرادتك إِياهما منه، أو بَعثِك إِيّاه عليهما؟


١ م: عاقب.
٢ طارق النعل: صيرها طاقًا فوق طاق. وانظر معاني "فاعَلَ" في شرح الشافية ١: ٩٦-٩٩.
٣ شرح الشافية ١: ٩٢-٩٦.
٤ تتمة يقتضيها السياق.
٥ في حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن السِّيد أن فعل المطاوعة يجب أن يكون من لفظ ما يطاوعه، وقد يخالفه نحو: طردته فذهب، وحكاية عن ابن مالك أن "انفعل" يطاوع "أفعل" في أربعة فقط, هي: أغلق وأقحم وأزعج وأصفق. وانظر الارتشاف ١: ٨٥.
٦ انظر ص١٢٥ وشرح الشافية ١: ١٠٨.
٧ من المنصف ١: ٧١-٧٣ حتى قوله "لضرورة الشعر" بتصرف يسير.
٨ ف: "أن". وما أثبتناه من م يناسب ما يليه بعد.
٩ م: فأن.

<<  <   >  >>