للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حروف الزيادة في فصل الهاء١ إِن شاء الله [تعالى] ٢.

فتَبَيَّنَ أنَّ حروف الزيادة٣، التي يجب أن تُورَدَ هنا، إِنما هي العشَرةُ المتقدّمةُ الذّكر. وما عدا ذلك من الحروف لا يزاد٤ إِلَّا في التضعيف. فإِنَّ كلَّ حرف يُضعَّفُ فإِنَّ أحدَ المُضعَّفينِ زائدٌ، ما لم تَقُم الدَّلالةُ على أصالتهما٥. وذلك بأن يؤدِّي جعل أحدهما زائدًا إلى بقاء الكلمة على أقلِّ من ثلاثة أحرف، نحو: ردّ، إذ لا بدَّ من فاء وعين ولام٦. وسنُفرِد لذلك٧ بابًا، عقِبَ الفراغ من حروف الزيادة، وسنُبيِّن٨ فيه أيُّ الحرفين هو الزائد؟ فإِنَّ في ذلك خلافًا.

ولا يُزاد حرف من هذه الحروف إِلَّا:

للإِلحاق: نحو واو: كَوثَر.

أو لمعنى: نحو حروف المُضارَعة٩.

أو للإِمكان١٠: نحو همزة الوصل –فإِنها زيدت ليُتوصَّلَ بها إِلى النطق بالساكن- ونحو الهاء المزيدة، فيما كان من الأفعال على حرف واحد، في الوقف، نحو: فِهْ، وعِهْ. فإِنه لا يمكن النُّطق بحرف واحد، إذ لا أقلَّ من حرفٍ يُبتدأ به، وحرفٍ يوُقَفُ عليه.

أو لبيان الحركة: في نحو {سُلطانِيَهْ} ١١.

أو للمَدّ١٢: نحو: كِتاب وعَجُوز١٣ وقَضِيب. وإِنّما زيدت هذه الحروف، ليزول معها قَلَقُ اللسان بالحَركات المجتمعة، أو ليزولَ معها اجتماع الأمثال في نحو: شَدِيد. وممّا١٤ يدلّ على أنهم قد يزيدون الحرف، للفصل بين المثلين، قولُهم في جمع قَردَدٍ: "قَرادِيد" في فصيح


١ م: "فالجواب أنها قد تزاد على أنها من نفس الكلمة في غير الوقف. وسنبين ذلك في فصل الهاء". وانظر المقتضب ١: ٥٦ تر خلاف ما ذكر المؤلف.
٢ من م.
٣ م: الزوائد.
٤ م: لا تزاد.
٥ ف: أصالته.
٦ سقط "وذلك بأن ... ولام" من م.
٧ في الورقة ٢٨. م: وسيبين ذلك.
٨ م: ونبين.
٩ في حاشية ف بخط أبي حيان: هو أقوى الزوائد. وانظر الارتشاف ١: ٩٤.
١٠ في ف والمبدع: لإمكان.
١١ الآية ٢٩ من سورة الحاقة.
١٢ في حاشية ف بخط أبي حيان: هذا أضعف الزوائد.
١٣ له معان كثيرة تبلغ الثمانين. انظر اللسان والتاج: عجز.
١٤ سقط حتى بيت الفرزدق من م.

<<  <   >  >>