للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دَرأتُ، أي: دَفَعتُ. وأيضًا فإِنه لا يمكن جعل التاء في تُرتبٍ وتُدرأ أصلًا؛ لأنه ليس في كلامهم "فُعْلَلٌ".

وكذلك تَتْفُلٌ١ تاؤه زائدة؛ لأنها لو كانت أصليَّة لكان وزن الكلمة "فَعْلُلًا". وذلك بناء غير موجود في كلامهم. ومن قال: تُتْفُلٌ، بضمِّ التاء فهي عنده أيضًا زائدة، لثبوت زيادتها في لغة مَن فَتَحَ التاء.

وكذلك٢ تِجفاف وتَعضُوض وتِبيان وتِلقاء وتِمساح وتِقوالة وناقة تِضراب، هي٣ مشتقَّة من: الجُفُوف والعَضِّ والبَيان واللّقاء والمَسحِ والضِّراب والقَول. وتِمرادٌ٤؛ لأنه من ماردٍ أي: طويل. ومنه: قَصرٌ ماردٌ. وتِهواءٌ من الليل من قولهم: مَرَّ هَوِيٌّ٥ من الليل.

وكذلك التاء في تِنبال زائدة؛ لأنَّ التِّنبال هو القصير، والنَّبَلُ هم القِصار، فيكون التِّنبال٦ منه. وقد ذهب إلى ذلك بعض أهل اللغة٧.

وزيدت آخِرًا٨ في سَنبَتة، بدليل قولهم: مَرَّتْ عليه٩ سَنبةٌ من الدهر، بمعنى سَنبتة أي: قِطعة –فيحذفون التاء- وفي رَغَبُوت ورَهَبُوت وطاغُوت١٠ ورَحَمُوت ومَلَكُوت وجَبَرُوت؛ لأنها بمعنى الرغبة والرهبة والرحمة والمُلك والتجبُّر والطُّغيان. [وقد] ١١ قالوا: رَغَبُوتَى ورَهَبُوتَى ورَحَمُوتَى١٢، والتاء فيها أيضًا١٣ زائدة.


١ التتفل: ولد الثعلب. وانظر ٦أ.
٢ الكتاب ٢: ٣٤٨.
٣ ف: فهي.
٤ التمراد: بيت الحمام.
٥ الهوي: الهزيع.
٦ م: التبيان.
٧ قال صاحب التاج "نبل": "ذهب ثعلب إلى أنه من النبل. وبه صرح الشيخ أبو حيان وجزم ابن هشام في شرح الكعبية والسهيلي في الروض، وأقره البغدادي شيخ مشايخنا في الحاشية التي وضعها على شرح ابن هشام المذكور، وهي عندي. وجعله سيبويه رباعيًّا".
٨ الكتاب ٢: ٣٤٨ والمنصف ١: ١٣٩. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك أن سنبتة تحتمل كونها من السبت وهي المدّة؛ لأنَّ فعلتة لا نظير لها وفنعلة معروفة في حنظلة.
٩ م: عليهم.
١٠ م: "وطاغوت ورهبوت". وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن سيبويه جعل التاء الأولى من تربوت أصلية لمناسبة التراب –وهذا لا يكفي لكنه يقوى بكثرة بناء فَعَلوت–وجعل زون سُبْروت هو فعلول. فكأنه ناقض نفسه لاحتمال أن يكون من السبر. وغير سيبويه يرى تاء تربوت بدلًا من دال دربوت.
١١ من م.
١٢ م: رغبوتي ورهبوتي ورحموتي.
١٣ ف: والتاء أيضًا فيها.

<<  <   >  >>