للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأمَّا الثَّلَبُوت١ من قول لبيد٢:

بأحِزَّةٍ الثَّلَبُوتِ, يَربأ فَوقَها ... قَفْرَ المَراقِبِ, خَوفُها آرامُها

فالتاء فيه أصل. وأجاز ابن جنِّي أن تكون التاء زائدة، حملًا على جَبَرُوت وأَخواته. قال: وليس ذلك بالقويِّ٣. والصحيح أنه لا يَسوغ جعلُ التاء فيه زائدةً، لقِلَّة ما زيدت فيه التاء, ممّا هو على وزنه، إذ لا يُحفظ منه إِلَّا سِتَّةُ الألفاظ المذكورة٤.

وكذلك هي في عَنكَبُوت زائدة. واستدلَّ على ذلك سيبويه٥، بقولهم في جمعه: عَناكِب. ووجه الدليل من ذلك أنهم كَسَّرُوا عنكبوتًا من غير استكراه. أعني: من غير أن يُكلَّفوا ذلك٦.

ولو كانت التاء أصليَّة لكان من بنات الخمسة. وهم لا يكسّرون بنات الخمسة إِلَّا بعد استكراه. فدلَّ ذلك على أنه ليس من بنات الخمسة، وأنَّ تاءه زائدة. وأيضًا فإنهم يقولون في معناه٧. العَنكباء. وذلك قاطع [٢٧أ] بزيادة التاء.

وفي٨ عِفرِيت وغِزوِيت٩. أمَّا غِزوِيت فالدليل على زيادة تائه أنك لا تخلو من أن تجعل التاء والواو أصليَّتين. أو تجعل التاء أصليَّة والواو زائدة١٠ أو العكس. فجعلهما أصليَّتين١١ يؤدِّي إلى كون الواو أصلًا١٢، في بنات الأربعة [من غير المضعَّفات] ١٣. وذلك فاسد. وجعل الواوِ زائدةً١٤ والتاءِ أصليَّة يؤدِّي إلى بناء غير موجود. وهو "فِعوِيل". فلم يبق إِلَّا أن تكون تاؤه زائدة وواوه أصليَّة. وأمَّا عِفريت فتاؤه زائدة، بدليل قولهم في معناه: عِفرِيةٌ.


١ م: التلبوت.
٢ من معلقته. ديوانه ص٣٠٥. والأحزة: جمع حزيز. وهو ما ارتفع من الأرض وغلظ. وفي حاشية ف عن الجوهري: "الثلبوت اسم واد بين طيئ وذبيان": الصحاح "ثلب" ويربأ: يعلو. والمراقب: جمع مرقب. وهو المرتفع. وخوفها أي: خوف الأتن. والآرام: الأعلام. يصف حمار وحش مع أتنه.
٣ المنصف ١: ١٣٩.
٤ كذا. وقيل: بَرَهُوت.
٥ الكتاب ٢: ٣٤٨ والمنصف ١: ١٣٩.
٦ سقط من م.
٧ زاد في المنصف: العنكب.
٨ في حاشية ف بخط أبي حيان: "سقط من هنا إلى قوله: "وزيدت أيضًا في أول الكلمة"، في نسخة الخفاف".
٩ الغزويت: الداهية. وهو العزويت أيضًا. انظر المنصف ١: ١٦٩ و٣: ٢٨.
١٠ م: زائد.
١١ م: أصليين.
١٢ م: الواو والتاء.
١٣ من م.
١٤ سقط من م.

<<  <   >  >>