للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المثال قضى على الممثَّل بمثل١ ما يلزم في المثال.

وذلك فاسدٌ٢ من وجهين:

أحدهما: أنه لا يُحكم بزيادة حرف إِلَّا بدليل، من الأدلَّة المتقدِّمة الذكر٣: أعني الاشتقاق والتصريف وأخواتهما٤. ولا شيء من ذلك موجود في جعفر ولا سفرجل. فالقضاء بالزيادة فيهما تَحكُّمٌ محض.

والآخر: أنَّ قياس المثال أن يبقى الزائد فيه بلفظه، إذا لم يكن من لفظ الأصل. فكان ينبغي أن يُجعل وزن جعفر من الفعل على هذا: "فَعْلَر"٥ عند من يجعل الآخِرَ زائدًا، و٦ "فَعْفَل" عند من يجعل الزائد ما قبل الآخِر، وأن يُجعل وزن سَفَرجَل: "فَعَلْجَل" [أو "فَعَرْجَل"] ٧.

ومن أهل الكوفة من ذهب إلى ما ذكرناه من أنَّ الأُصول ثلاثة، إِلَّا أنه وَزَن ما عدا الأصول بلفظه، فجعل٨ وزن جعفر: "فَعْلَر"٩، وسفرجل: "فَعَلْجَل".

ومنهم من قَضى بزيادة ما عدا الثلاثة إِلَّا أنه لا يَزِنُ. فإن قيل له: ما وزن جعفر وفَرَزدَق؟ ١٠

قال: لا أدري.

وكلُّ١١ ذلك باطلٌ، لِما ذكرناه من أنه لا ينبغي أن يُقضى على حرف بزيادة، إِلَّا بدليل.

فالصحيح في النظر، والجاري في تمثيل الكلمة بالفِعل، ما ذهب إليه أهل البصرة.

نجز القسم الأول١٢.


١ ف: مثل.
٢ انظر المسألة ١١٤ من الإنصاف.
٣ في الورقات ٣-٦.
٤ م: وأخواتها.
٥ م: فعلن.
٦ م: أو.
٧ تتمة يقتضيها السياق.
٨ م: فجُعل.
٩ م: فعلن.
١٠ م: أو فرزدق.
١١ م: وكان.
١٢ سقطت العبارة من م.

<<  <   >  >>