للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا دارَ مَيٍّ, بِدَكادِيكِ البُرَقْ ... صَبرًا, فقَد هَيَّجتِ شَوقَ المُشتَئِقْ

وحَكى أيضًا من كلامهم: رَجُلٌ مَئِلٌ١، من المال. والأصل في ذلك: قَوقَى وحَلَّى ورَثَى ولَبَّى والزَّوزاة والمُشتاق ورَجلٌ مالٌ٢.

وأُبدلت من الألف باطِّراد في الوقف، نحو قولك في الوقف٣ على حُبلَى ومُوسَى ورأيتُ رجلًا: حُبلأْ، ومُوسأْ، ورأيتُ رَجُلأْ. وقد تَقَدَّم ذلك في باب الوقف٤.

وأُبدلت أيضًا باطِّراد من الألف الزائدة، إذا وقعت بعد ألف الجمع، في نحو "رسائل" في جمع رسالة, هروبًا من التقاء الساكنين: ألف الجمع وألف"رسالة", فقُلبت همزةً لأنَّ الألف لا تقبل الحركة، والهمزةُ قريبةُ المخرج٥ من الألف لأنها معًا من حُروف الحلق. وحُرِّكت الهمزة بالكسر، على أَصل التقاء الساكنين. ولا يجوز في هذا وأمثاله إِلَّا البدل.

ومن هذا القبيل، عندي٦، إبدالُها من الياء والواو، إذا وقعتا طرفًا بعد ألف زائدة، نحو: كِساءٍ ورِداءٍ. وذلك أنَّ الأصل "كِساوٌ" و"رِدايٌ"، فتحرَّكتِ الواو والياء٧ وقبلهما فتحة، وليس بينهما وبينها حاجز إِلَّا الألف، وهي حاجز غير حصين لسكونها وزيادتها، والياء والواو في محلِّ التغيير –أعني طَرَفًا- فقُلبتا٨ ألفًا. فاجتمع ساكنان: الألف المبدلة من الياء أو الواو٩ مع الألف الزائدة. فقُلبت همزة. ولم تُرَدَّ إلى أصلها من الواو والياء١٠ لئلّا يُرجع إلى ما فُرَّ منه.

فإن كان بعد الياء أو الواو تاء التأنيث، أو زيادة التثنية، فلا يخلو أن تكون الكلمة قد بُنيت على التاء أو الزيادتين أو لا تُبنى. فإن بُنيت عليها بقيت الياء والواو على أصلهما ولم يُغيَّرا، نحو: رِماية وشَقاوة وعَقَلتُه بثِنايَينِ١١. وإن لم تُبن عليها وجُعلت كأنها١٢ ليست في الكلمة قُلبت، نحو: عَظاءة١٣ وصَلاءة١٤ وكِساءانِ ورداءانِ.


١ أي: كثير المال.
٢ كذا. والأصل الأول "مَوِل" قلبت الواو ألفًا.
٣ الكتاب ٢: ٢٨٥ والإبدال ٢: ٥٤٥.
٤ كذا. ولم يتقدم للوقف باب في هذا الكتاب. وانظر ص٦٨ و٧٨ و٨١-٨٢ و١١٣.
٥ م: قريبة في المخرج.
٦ م: "أعني". وسقطت من ف.
٧ ف: الياء والواو.
٨ م: "فقلبتها". ف: فقلبت.
٩ ف: والواو.
١٠ م: من الياء والواو.
١١ عقلت البعير بثنايين أي: عقلت يديه بحبل أو بطَرَفَي حبل. انظر التاج "ثني".
١٢ م: كأنهما.
١٣ العظاءة: دويبة.
١٤ الصلاءة: مدقُّ الطيب.

<<  <   >  >>