للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو ساكنةً بعد فتحة في مضارع١ "افتَعَلَ"، فإنها تُقلب ألفًا نحو: يا تَعِدُ. أصله "يَوْتَعِد"؛ لأنَّه من الوعد، فقُلبت الواو ألفًا لأنها تُقلب ياءً بعد الكسرة في ايتَعَدَ، وتَثبتُ بعد الضَّمَّة٢ في مُوتَعِد. فلمَّا كانت بعد الكسرةِ والضَّمَّةِ على حَسَبهما٣ كانت بعد الفتحة على حسَبها، فقُلبت ألفًا بالحمل.

وأمَّا الياءُ إذا وقعت٤ فاء فلا تُقلب، إِلَّا أن تقع ساكنةً بعد ضمَّة فإنها تقلب واوًا، نحو: مُوقِن. أصله "مُيْقِنٌ"؛ لأنه من اليقين، فقُلبتْ واوًا لسكونها وانضمام ما قبلها. أو تقعَ ساكنةً بعد فتحة في مضارع "افتعَلَ" نحو: يا تَئِسُ، من اليأس. أصله "يَيتَئِسُ"، فقُلبت الياءُ٥ ألفًا، للعلَّة التي قلبت الواو في "ياتَعِدُ" ألفًا. أعني: الحملَ على: ايتأسَ ومُوتَئس٦.

ولا تُحذف أصلًا إِلَّا في لفظتين شَذَّتا وهما: يَبِسُ٧ ويَئِسُ، في مضارع يَبِسَ ويَئِسَ. وأصلهما "يَيبِسُ" و"يَيئِسُ"٨، فحُذفت الياء لوقوعها بين ياء وكسرة، كما حذفت الواو من "يَعِدُ"، تشبيهًا بها في أنهما حرفا علَّة، وقد وقعا بين ياء وكسرةٍ٩. وإنَّما لم تحذف الياء باطِّراد، إذا وقعت بين ياء وكسرة؛ لأنها أخفُّ من الواو.

وكذلك جاء المصدر على قياسه من الصحيح، فجاء على "فُعْلٍ" نحو: يُنْع١٠, وعلى "فُعال" نحو: يُعار١١, وعلى ١٢ "فُعُول" نحو: يُنُوع١٣.


١ المنصف ١: ٢٠٥-٢٠٦.
٢ م: الواو.
٣ م: حسبها.
٤ المنصف: ١: ١٩٥.
٥ ف: "الواو". وقيل أيضًا: يَبِسَ يابَسُ. فقلبت الياء ألفًا.
٦ م: مؤتئس.
٧ المنصف ١: ١٩٦. وقيل أيضًا: يَسِرُ.
٨ م: يبس.
٩ سقط "في أنهما ... وكسرة" من م.
١٠ الينع: إدراك الثمر وحينونة قطافه.
١١ اليعار: صوت الغنم والمعز.
١٢ سقط من م.
١٣ في حاشية ف بخط أبي حيان: بلغت المقابلة.

<<  <   >  >>