للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا بَنيتَه للمفعول١ عاملت ما بعد الساكن معاملة الفعل على ثلاثة أحرف. فمن قال في "قال" و"باع". قِيلَ وبِيعَ، قال: انقِيْدَ اختِيْرَ واقتِيْدَ. ومن أشار إلى الضَّمَّة هنالك فأشَمَّ أَشَمَّ هنا. ومن قال: قُوْلَ وبُوْعَ، قال: انقُوْدَ واختُوْرَ واقتُوْدَ٢.

وكذلك إذا أسندته إلى ضمير المفعول المتكلِّم أو المخاطَب٣ قلت: "اختُرْتُ"، على لغة من قال: اختُوْرَ. ومن أَشَمَّ فقال: اختِيْرَ، قال "اختِرْتُ" فأشَمَّ. ومن تَرك الإشمام فقال: اختِيْرَ، تركَ الإشمام فقال: "اختِرْتُ"؛ لأنَّه لا يدخله لبس كالذي يدخل في "بِعْتُ". والعمل في إعلال ذلك كلِّه كالعمل في إعلال: قِيلَ وبيعَ، وقد تَقَدَّمَ٤.

وكذلك المستقبلُ٥ مبنيًّا كان للفاعل أو المفعول واسمُ الفاعل والمفعولِ، يجري ما بعد الساكن في جميع ذلك مجرى الفعل على ثلاثة أحرف، فتقول: يَنقادُ ويُنقادُ ويَقتادُ ويُقتادُ٦ ومُقتادٌ ومُنقادٌ. فتُجري٧ "قادَ" و"تادَ" في جميع ذلك مُجرى: قالَ وباعَ.

وإن كان ما قبل حرف العلَّة ساكنًا فلا يخلو أن يكون الساكن حرف علَّة، أو حرفًا صحيحًا. فإن كان حرفَ علَّةٍ فإن العين لا تعتلُّ أصلًا. وذلك نحو٨ "فاعَلتُ" و"تَفاعَلتُ"٩ و"فَعَّلتُ"١٠ و"فَيعَلتُ"، جميعُ ذلك لا تعتلُّ١١ فيه العين, وذلك نحو: سايَرتُ وتَسايَرَ وعاوَنتُ وتَعاوَنَ وقَوَّمتُه ومَيَّزتُه١٢. وإنَّما لم تَعتلَّ العين؛ لأنَّ ما قبلها ساكن. فلو أسكنتها لالتقى ساكنان فيجب الحذف، فيصير لفظ "فاعَلَ" كـ"فَعَلَ"، نحو: سايَرَ لو قلبتَ الياء ألفًا ثمَّ حَذفتَها لالتقاء الساكنين لقلتَ "سارَ". وكذلك "فَعَّل" و"فَيعَلَ" لو أعللتَ العين، فقلبتها ألفًا ثمَّ حَذفتَها، أو الساكنَ قبلها، لصار اللفظ بهما كاللفظ بـ"فَعَل" أو بـ"فَعْلَ". فكنت


١ المنصف ١: ٢٩٣-٢٩٤.
٢ م: انقَود واختَور واقتَود.
٣ أغفل ضمير الإناث الغائبات. وانظر ص٢٨٨و٢٩٣ و٢٩٦ و٢٩٧.
٤ في الورقة ٤٢.
٥ المنصف ١: ٢٩٣.
٦ م: وتقتاد.
٧ م: فيجري.
٨ المنصف ١: ٣٠٢-٣٠٣.
٩ في المنصف: تفاعلنا.
١٠ زاد في المنصف "تفعَّلنا" ولم يذكر "فيعلت".
١١ ف: لا يعل.
١٢ ف: صيرته.

<<  <   >  >>