للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أراد "بلهفا" ثمَّ حُذفت الألف.

وحذف الألف على الجملة قليل.

حذف الواو:

حُذفت الواو لامًا في أشياءَ صالحةٍ: فحُذفت في غد. والأصل "غَدْوٌ". قال الراجز، فاستعمله على الأصل١:

لا تَقلُواها, وادلُواها دَلْوا ... إِنَّ مَعَ اليَومِ أَخاهُ, غَدْوا

وقالوا: حَمٌ. وأصله "حَمَوٌ" بدليل قولك: حَمُوك٢. فحُذفت الواو، وحُذفت أيضًا من أب وأخ؛ لأنهما من الواو، لقولهم: أَبَوانِ وأخَوانِ. وحُذفت من هَنٍ. وهو من الواو, لقولهم: هَنَواتٌ. وحُذفت من ابن؛ لأنه من البُنُوَّة. وحذفت من اسم٣؛ لأنَّه من السموِّ عندنا.

وحُذفت في كُرة، لقولهم: كَرَوتُ بالكُرة. وحُذفت من قُلَة. وهو أيضًا من الواو، لقولهم: قَلَوتُ بالقُلَة. وحُذفت من ثُبَة اسم الجماعة من الناس٤ وغيرهم، ومن ظُبَة طرف السيف، وهما من الواو حملًا على الأكثر. بذلك وصَّى أبو الحسن الأخفش. وكذلك بُرَة٥ وكِفَة٦.

حذف الياء:

حُذفت الياء من يد. وأصله "يَدْيٌ" لقولك: يَدَيتُ إلى فُلان يدًا أي: أَهدَيتُ إِليه معروفًا. ومن ذلك مِائة، أصلها "مِئْيَةٌ" فحُذفت الياء. يدلُّ على ذلك ما حكاه أبو الحسن من قولهم: أَخذتُ مَأيًا، يريدون مائة. وهذه دلالة قاطعة.

وحُذفت من دم. والأصل "دَمَيٌ" لقولهم: دَمَيانِ. قال الشاعر٧:

فلَو أنَّا، علَى حَجَرٍ، ذُبِحْنا ... جَرَى الدَّمَيَان, بالخَبَرِ اليَقِينِ


١ المقتضب ٢: ٣٢٨ و٣: ١٥٣ وأمالي ابن الشجري ٢: ٣٥ وتخليص الشواهد ص١٨٠ وشرح المفصل ١: ٢٣ و٥: ٨ وشرح الملوكي ص٣٩٢ و٣٩٤ والمنصف ١: ٦٤ و٢: ١٤٩ وشرح شواهد الشافية ص٤٤٩-٤٥١ وإنباه الرواة ١: ٢٤٩ و٢٥٢ وشمس العلوم ١: ١٩ و٢٤. يخاطب سائقي ناقته فينهاهما عن طردها، ويأمرهما بأن يسوقاها سوقًا رفيقًا. ونسب البيهقي الرجز في المحاسن والمساوئ ٢: ١٢٣ إلى رؤبة.
٢ كذا. ولعل الصواب: "حمَواك" لتظهر الفتحة والواو الأصليَّة.
٣ في حاشية ف بخط أبي حيان: "المهاباذيّ": في الاسم لغات: اسم وسِمٌ وسُمٌ وسُمًا وسِمًا. ومن قال سِمٌ فهو عنده من سمى يسمي سميًا. فكسر السين ليدل على أنَّ المحذوف ياء".
٤ سقط "من الناس" من المتن وألحق بالحاشية، وفيها: من الثابتين.
٥ البرة: حلقة تجعل في لحم أنف البعير.
٦ كذا، ومثله في المبدع. والكفة من الوكف. فالواو المحذوفة هي فاء، وليست لامًا. ولعل الصواب "عِضَة" أو "سَنة".
٧ علي بن بدال السلمي، وقيل هو غيره. وقد خرجنا البيت في شرح اختيارات المفضل ص٧٦٢.

<<  <   >  >>