للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واللام١، ولا فيما يُشبِه الغُنَّة وهو اللِّين، ولا في الغُنَّة كما قاربتها الميم. فلمَّا تعذَّر إدغامها في الباء قُلبت معها ميمًا؛ لأنَّ الباء من مخرج الميم فعوملت معاملتها. فلمَّا قُلبت النون مع الميم ميمًا قلبت ميمًا أيضًا مع الباء. وأُمِنَ٢ الالتباس؛ لأنه ليس في الكلام ميم ساكنة قبل باء.

وأُظهرت مع الهمزة والهاء والعين والحاء، لبعد ما بينها وبينهنَّ، فلم٣ تُغيَّرِ النونُ بإدغام، ولا بشِبهه الذي هو الإخفاء. وأيضًا فإنَّ حروف الحلق أَشدُّ علاجًا وأصعبُ إخراجًا، وأحوج إلى تمكين آلة الصوت من غيرها. فإخراجها٤ لذلك يحتاج٥ إلى اعتمادات تكون في اللسان، والنونُ الساكنة الخفيَّة مخرجها من الخيشوم. فلا علاج في إخراجها ولا اعتماد، فإذا كانت قبل حروف الحلق تعذَّر النُّطق بحروف الحلق؛ لأنَّ النون تستدعي ترك الاعتماد, وحروف الحلق تطلب٦ الاعتماد. فإذا بيَّنتَ النون قبلها أمكن إخراجها؛ لأنَّ النون البيِّنة مخرجها من اللسان. فهي أيضًا تطلب الاعتماد٧ كسائر حروف اللسان.

وأمَّا جواز خفائها وإظهارها مع الخاء والغين؛ فلأنهما من أقرب حروف الحلق إلى الفم. فمن أجراهما٨ مُجرى ما تقدَّمهما٩ من حروف الحلق أظهر النون معهما. ومن أجراهما مُجرى ما يليهما١٠ من حروف الفم -وهو القاف والكاف- أخفى النون معهما كما يخفيها مع القاف والكاف.

وأمَّا إخفاؤها مع الخمسةَ عَشَرَ حرفًا من حروف الفم الباقية؛ فلأنها١١ اشتركت معها، في كونها من [حروف] الفم. وأيضًا فإنها، وإن كانت من حروف اللسان، فبالغُنَّة التي فيها التي خالطت الخياشيم اتَّصلت بجميع حروف الفم. فلمَّا١٢ أشبهتها فيما ذكرنا، وكانت قد أُدغمت في بعض حروف الفم. غيَّروها بالإخفاء معها كما غيَّروها بالإدغام والقلب مع


١ سقط من النسختين حتى "وهو اللين"، وألحقه أبو حيان بحاشية ف.
٢ سقط حتى "ساكنة قبل باء" من النسختين، وألحقه أبو حيان بحاشية ف.
٣ م: ولم.
٤ م: وإخراجها.
٥ ف: بذلك محتاج.
٦ م: وحرف الحلق يطلب.
٧ ف: اعتمادًا.
٨ في النسختين: أجراها.
٩ ف: "ما تقدم". م: ما تقدمها.
١٠ في النسختين: ومن أجراها مجرى ما يليها.
١١ ف: فإنها.
١٢ سقط من م حتى قوله: "في بعض حروف الفم".

<<  <   >  >>