كثير الصمت جيد المعرفة والدراية لاحكام الشريعة توفي في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة قال ابن حجي وما أظنه بلغ الأربعين انتهى كلام الأسدي ثم درس بها الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الإمام العلامة عماد الدين إسماعيل الحسباني ميلاده سنة تسع بتقديم التاء وأربعين وسبعمائة واشتغل في صباه بعلم الفرائض وأتقنها ثم اشتغل بالعربية على أبي العباس العنابي فبرع فيها وطلب الحديث وقرأ قراءة حسنة وحصل الكتب وفضل في هذا العلم ورحل إلى القاهرة وسمع بها وبدمشق من جماعة وحصل الأجزاء وضبط الأسماء واعتنى بتحرير المشتبه منها وكتب بخطه أشياء نسخا وتصنيفا وكان يحضر عند والده في الحلقة أي في حلقة الفقه وفهمه جيد صحيح ودرس بالاقبالية هذه والأمينية وغيرهما وخطب بجامع التوبة وأفتى وحكم نيابة مدة ثم بعد الفتنة ولي قضاء القضاة استقلالا وشارك في الخطابة ومشيخة الشيوخ قال الشيخ تقي الدين الأسدي وكانت نفسه سامية وامتحن من جهة الدولة وكاد يهلك وجرى له مع القاضي برهان الدين ابن جماعة فتنة وآداه ابن جماعة كثيرا وكان عليه مآخذ في دينه وأكثر الفقهاء يكرهونه مات في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وثمانمائة ودفن بقاسيون ثم وليها الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة قال في تاريخه في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وفي يوم الأحد سادس عشريه درس الولد أبو الفضل محمد حفظه الله تعالى بالمدرسة الاقبالية وكنت نزلت له عنها وحضر عنده القاضي تقي الدين الحصني ونوابه وجمع من الفقهاء والطلبة ولم أكن حضرتها درسا إلى الآن وكنت قد وليتها أنا والشيخ شمس الدين الكفيري عن تاج الدين الحسباني نزل لي وله عن التدريس والنظر فنازع ابن الأفتكين في النظر واستولى عليه وعمرها ولما مات الشيخ شمس الدين الكفيري وليت النصف الذي كان بيده انتهى