قال القاضي عز الدين جوار المدرسة النورية لغرب منشئها خواجا ريحان الطواشي خادم نور الدين الشهيد محمود بن زنكي في سنة خمس وستين وخمسمائة ووقف عليها أوقافا معلومة مشهورة انتهى. وقال أبو شامة في كلامه على سلطنة ولد نور الدين: وحضر جمال الدين ريحان وهو أبكر الخدم هذه عبارته. وقال بعد ذلك: وجمال الدين ريحان والي القلعة والسجن من قبله والامر إليه بتفصيله وجمله. ثم قال: فلما دخل صلاح الدين لأخذ دمشق بقي جمال الدين ريحان الخادم في القلعة على تأبيه فراسله حتى استماله وأغزر له نواله وتملك المدينة والقلعة اه ورأيت قد رسم على عتبة بابها بعد البسملة وقف هذه المدرسة البماركة الأمير جمال الدين ريحان بن عبد الله على المتفقهة على مذهب الإمام سراج الأمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه ووقف عليها جميع البستان الرخاجي المعروف بأرض الحواري والأرض المعروف بدف العناب والقرماوي بدف القطايع والجورتين البرانية والجوانية بأض الخامس والنصف والثلث من الريحانية ومن الإصطبل المعروف بعمارية ببستان بقر الوحش وذلك معروف مشهور {فَمَنْ بَدَّلَهُ} الآية وذلك في شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة انتهى. وقال ابن شداد: الذي يعلم ممن وليها من المدرسين وليها حجة الدين إلى أن توفي ووليها جماعة لم يقع لي منهم سوى تاج الدين محمد الحواري ثم من بعده نجم الدين ابن خليل قاضي العساكر العادلية إلى حين أن توفي واستمر بها ولده شمس الدين علي إلى حين توفي. وبقيت مدة معطلو في الأيام الناصرية. فوليها المولى جمال الدين محمد ابن المولى الصاحب كمال الدين بن العديم وبقي مستمرا بها وينوب عنه بها تاج الدين محمد البجلي ثم من بعده القاضي شمس الدين عبد الله الحنفي إلى أن انتقل جمال الدين المذكور إلى حماة وناب عنه بدر الدين مظفر بن رضوان بن أبي الفضل الحنفي نائب الحكم العزيز بدمشق فاخذت