بجامع دمشق ودرس به الشيخ شهاب الدين بن قاضي الحصن أخو قاضي القضاة برهان الدين بن عبد الحق بالديار المصرية وحضر عنده القضاة والأعيان وانصرفوا من عنده إلى عند ابن أخيه صلاح الدين بالجوهرية فدرس بها عوضا عن حميه شمس الدين بن الزكي نزل له عنها انتهى وقال في سنة اثنتين وثلاثين القاضي فخر الدين كاتب المماليك وهو محمد بن فضل الله ناظر الجيوش بمصر أصله قبطي فأسلم وحسن إسلامه وكان له أوقاف كثيرة وإحسان وبر إلى أهل العلم وكان صدرا معظما حصل له من السلطان حظ وافر وقد جاوز السبعين واليه تنسب المدرسة الفخرية بالقدس الشريف توفي رحمه الله تعالى في نصف شهر رجب وأحيط على أمواله وأملاكه بعد وفاته انتهى
١٣٧ - المدرسة النورية الكبرى
قال ابن شداد وهي بخط الخواصين أنشأها الملك العادل نور الدين محمود ابن زنكي بن آقسنقر رحمه الله تعالى في سنة ثلاث وستين وخمسمائة انتهى. وفيه نظر إنما أنشأها ولده الملك الصالح إسماعيل ثم نقله من القلعة بعد فراغها ودفنه بها وهي بعض دار هشان بن عبد الملك بن مروان وكانت قديما دار معاوية ابن أبي سفيان وكان لمعاوية رضي الله تعالى عنه دار أخرى بباب الفراديس تحت السقيفة يقال إنها الدار المعروفة الآن بابن المقدم انتهى. قال الذهبي في العبر في سنة خمس وعشرين ومائة: وفيها مات في ربيع الآخر الخليفة أبو الوليد هشام بن عبد الملك الأموي وكانت داره عند الخواصين بدمشق فعمل منها مدرسة السلطان نور الدين انتهى. وقال في المختصر: وكانت داره عند الخواصين وهي اليوم تربة الملك العادل نور الدين الشهيد ومدرسته رحمه الله تعالى انتهى. وقال الأسدي في سنة تسع وستين وخمسمائة: محمود بن أبي سعيد زنكي ابن آقسنقر التركي الملك العادل نور الدين أبو القاسم ولد بحلب