المشهورة بخانقاه عمر شاه وهي بأول شارع نهر القنوات ولي مشيختها والنظر عليها الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الحسيني الحنبلي الدمشقي المصري قال الأسدي رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس وعشرين وثمانمائة: كان يقرأ المواعيد قراءة صحيحة فصيحة مليحه وولي إمامة البراقيه عند جامع دنكز وبها كان يسكن وولي مشيخة خانقاه عمر شاه والنظر عليها وعمل نقابة القاضي الباعوني شهاب الدين في سنة أربع وتسعين ثم أنه سافر بعد الفتنة فيما أظن إلى مصر وأقام بها وحصل له بها جهات تقوم به واشتهرت هناك وبلغني أنه عرض عليه قضاء الشام عدة نوب فلم يفعل وكان فاضلا في الحديث والعربية يحفظ كثيرا من السيرة النبويه والتفسير والأحاديث وقد قال شيخنا رحمه الله تعالى عند ذكر ولايته نقابة الباعوني: وهو أفضل من كثير من قضاء الشام مطلقا ومن الباقي في فهم المعاني الكتاب والسنة والعربية وغير ذلك بلغني وفاته يوم الجمعة يوم عرفه بالديار المصرية وأظنه جاوز السبعين وصلي عليه بجامع الأموي صلاة الغائب في الجمعة الاتيه انتهى. وولي مشيختها أيضا القاضي ناصر الدين محمد الحموي الدمشقي الحنفي المعروف بابن اللبودي اشتغل قليلا ودخل دمشق وجلس شاهدا بمركز باب الفرج فلما صارت الدولة للمؤيد ذهب المذكور إلى مصر وناب في الحكم بها مدة. ثم عزل بالقاضي ناصر الدين البارزي مقدم دمشق ورتب له القاضي شهاب الدين بن العز شيئا لأنه كان فقيرا واستنابة مدة عزله واستنابه القاضي شهاب الدين الصفدي مدة ثم افجع لم أرى مستخلفه لأي لتفت إليه وكان نفسه أنه قد احتيج إليه وكانت بضاعته مع العلم مزجاة ومع ذلك علق شيئا على ما نقله من الكتب من غير فهم وذكر أنه كان يقرأ ما يكتبه على مشايخه وكان له تصدير في الجامع وكان فقيرا جدا ودفن بباب الفراديس وقد جاوز السبعين أو قاربها توفي رحمه الله تعالى في يوم الخميس ثامن عشر انتهى.