وقال ابن كثير في تاريخه في سنة اثنتين وستمائة: وممن توفي فيها من المشاهير شرف الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي جمال الإسلام ابن الشهرزوري بمدينة حمص في جمادى الآخرة. وقال الأسدي في هذه السنة بعد أن ذكره: وحدث عنه يوسف بن خليل والضياء محمد والشهاب الفوي. وقال: أخبرنا مفتي الشام شرف الدين بقراءتي عليه بمدرسة الأمينية وعجب من ابن شداد لم يذكره ولا أباه بعد جده جمال الإسلام وإنما ذكر بعده ابن عبد أبا البركات الحارثي الدمشقي خطيبها ومدرس الغزالية والمجاهدية. قال الذهبي: قرأ على أبي الوحش سبيع صاحب الأهوازي وسمع من أبي الحسن ابن الموازيني. وقال غيره: بنى له نور الدين الشهيد رحمه الله تعالى المدرسة التي داخل باب الفرج التي يقال لها العمادية فهو أول من درس بها ثم اشتهرت بمدرسها بعده العماد الكاتب تفقه على الشيخ نصر المقدسي وجمال الإسلام ابن المسلم وبرع في المذهب وبعد صيته أخذ عنه ابن عساكر وأثنى عليه ولد سنة ست وثمانين وأربعمائة وتوفي رحمه الله تعالى في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وخمسمائة ودفن بباب الفراديس. ثم ممن درس بها الشيخ الإمام العلامة قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد النيسابوري الطريثيثي صاحب كتاب الهادي في الفقه ولد في شهر رجب سنة خمس وخمسمائة وتفقه بنسابور على محمد بن يحيى١ صاحب الغزالي وبمرو على إبراهيم المروزي وأخذ الأدب عن والده وسمع من جماعة وأقبل على الوعظ ودرس بنظامية نيسابور نيابة وورد بغداد ووعظ بها وحصل له بها القبول التام ثم قدم دمشق سنة أربعين فأقبلوا عليه فدرس بالمجاهدية ثم بالزاوية الغزالية بعد موت نصر الله المصيصي ثم خرج إلى حلب ودرس بالنورية والأسدية ثم مضى إلى همذان وولي بها التدريس مدة ثم عاد إلى دمشق سنة ثمان وستين فدرس بهذه المدرسة الأمينية وبالغزالية وشرع نور الدين الشهيد رحمه الله تعالى في بناء مدرسة له وهي العادلية الكبرى وقد درس