للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسباني وقد تقدمت ترجمته في الاقبالية وهذا آخر ما وقفنا عليه من مدرسيها.

تنبيه: قال ابن كثير في سنة ست وتسعين وخمسمائة: الفقيه مجد الدين أبو محمد طاهر بن نصر الله بن جهبل مدرس القدس الشريف اول من درس بالصلاحية وهو والد الفقهاء من بني جهبل كانوا بالمدرسة الجاروخية ثم صاروا إلى العمادية والدماغية في أيامنا هذه ثم ماتوا ولم يبق إلا شرحهم انتهى قلت وهو الذي بشر بفتح بيت المقدس للسلطان صلاح الدين حين فتح حلب الشهباء قال ابن كثير في سنة تسع وسبعين وخمسمائة: وقد كان بشر بفتح بيت المقدس حين فتح حلب الشهباء وذلك ان الفقيه مجد الدين ابن جهبل الشافعي رأي في تفسير إبي الحكم المغربي١ عند قوله تعالى {ألم غُلِبَتِ الرُّومُ} الآية البشارة بفتح بيت المقدس في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة واستدل على ذلك بأشياء فكتبه في ورقة وأعطاها للفقيه عيسى٢ الهكاري ليبشر بها السلطان فلم يتجاسر على ذلك خوفا من عدم المطابقة فأعلم بذلك القاضي محيي الدين بن الزكي فنظم معناها في قصيدة يقول فيها:

وفتحكم حلب الشهباء في صفر ... مبشر بأفتتاح القدس في رجب

وقدمها للسلطان صلاح الدين فتشوقت همة السلطان إلى ذلك فلما افتتحها كما سيأتي أمر القاضي محيي الدين بن الزكي فخطب يومئذ وكان يوم الجمعة ولما بلغه أن ابن جهبل هو الذي اطلع على ذلك اولا امره فدرس على نفس الصخرة درسا عظيما واحسن إليه وأجزل له العطاء وبالغ في الثناء عليه انتهى.

وقال في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة: واستمر القاضي محيي الدين محمد بن علي بن الزكي القرشي يخطب بالناس في أيام الجمع أربع جمعات ثم ق ٤ رر السلطان للقدس خطيبا مستقرا وارسل إلى حلب فاستحضر المنبر الذي كان


١ شذرات الذهب ٤: ١١٣.
٢ شذرات الذهب ١٢: ٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>